لم يكونا كذلك.
قالت المرأة: «جئنا لمقابلة المحامي.»
قالت مورين: «حسن، ما زال الوقت مبكرا.»
لم تتعرف عليهما على الفور.
قالت المرأة وقد دلفت إلى الممر الأمامي بطريقة ما بينما تراجعت مورين لتفسح لها المجال: «معذرة، لكن لدينا شيء مهم جدا يجب أن نطلعه عليه.» هز الرجل رأسه وكأنه يعرب عن انزعاجه أو اعتذاره، ومشيرا إلى أنه لم يكن لديه خيار إلا أن يتبع زوجته.
عبقت الردهة برائحة صابون الحلاقة ومزيل العرق وكولونيا زهيدة الثمن؛ زنبق الوادي. الآن تعرفت مورين عليهما.
إنها ماريان هيوبرت. كل ما في الأمر أنها بدت مختلفة في حلتها الزرقاء - التي كانت ثقيلة بدرجة لا تحتمل مع المناخ في هذا الوقت من العام - وقفازيها القماشيين البنيين، وقبعتها البنية المصنوعة من الريش. عادة ما كانت تظهر في المدينة وهي ترتدي سروالا أو حتى ما يبدو وكأنه سروال عمل للرجال. كانت امرأة ضخمة البنية من عمر مورين تقريبا - فقد التحقتا بالمدرسة الثانوية معا، على الرغم من أنه فصل بينهما عام أو عامان. كانت ماريان تعوزها اللياقة، لكنها كانت سريعة الحركة مع ذلك، وكان شعرها الرمادي مقصوصا قصة قصيرة؛ مما سمح بظهور الشعر القصير الخشن الذي نما على عنقها، وكان صوتها جهوريا يصدر عنها أغلب الوقت بنبرة صاخبة نوعا ما؛ أما الآن، فقد تراجعت حدة نبرتها.
كان الرجل الذي بصحبتها هو نفسه الذي تزوجته منذ وقت ليس ببعيد؛ ربما منذ عامين. كان طويل القامة، صبياني الهيئة، يرتدي سترة رخيصة صفراء صفرة باهتة تحتوي على بطانة ضخمة على الكتفين، شعره بني مثبت بمشط مبلل. قال بصوت خافت - ربما بنبرة لم يكن ينوي أن تسمعها زوجته: «معذرة.» بينما صحبتهما مورين إلى غرفة الطعام. لم تكن عيناه عن قرب عيني شاب؛ ثمة إجهاد وجفاف أو حيرة فيهما. لعله لم يكن على قدر كبير من الذكاء. تذكرت مورين رواية ما عن أن ماريان تعرفت إليه من إعلان؛ كان الإعلان: «امرأة تملك مزرعة ملكية خالصة.» كان من الممكن أن يكون الإعلان: «سيدة أعمال تملك مزرعة.» وذلك لأن الاسم الآخر لماريان هيوبرت هو «بائعة المشد»؛ فلسنوات طويلة كانت تبيع المشدات المصنوعة خصوصا لزبائنها، ولعلها ما زالت تبيعها للسيدات القلائل اللائي ما برحن يرتدينها. تخيلتها مورين وهي تأخذ المقاسات وتملي أوامرها كالممرضات، وتتصرف بتعال وعلى نحو مهين، لكنها كانت تعامل والديها العجوزين بلطف وكرم؛ والديها اللذين يعيشان في مزرعة وبلغا من العمر أرذله، لدرجة أنهما أصيبا بكل ما يصاب به العجائز من علل. والآن، ثمة رواية جديدة شاعت عن زوجها، رواية أقل خبثا: كان زوجها يقود الحافلة التي تنقل المسنين إلى جلسة السباحة العلاجية التي يتلقونها في والي بحمام السباحة الداخلي، وهكذا التقيا. كانت لدى مورين صورة أخرى له في ذاكرتها أيضا؛ تذكرته وهو يحمل الأب العجوز بين ذراعيه إلى مكتب الدكتور ساندز. اندفعت ماريان مسرعة إلى الأمام وحقيبتها تهتز من سرعتها، وكانت على أهبة الاستعداد لفتح الباب.
راحت تخبر فرانسيس عن الإفطار في غرفة الطعام، وتطلب منها إحضار المزيد من أقداح القهوة، وبعدها ذهبت لتنذر زوجها.
قالت: «إنها ماريان هيوبرت، أو هكذا كان اسمها. وأيا كان اسم الرجل الذي تزوجت منه.»
ناپیژندل شوی مخ