قالت شارلوت بعد أن وافقت أخيرا على الربط بين الحوارين الجاريين: «هل يمكنك أن تتخيلي الصور في الروايات الحديثة؟ على سبيل المثال في روايات نورمان ميلر؟ يجب أن تكون صورا تجريدية. ألا تعتقدين ذلك؟ ربما تكون أسلاكا شائكة وبقعا!»
عدت إلى البيت وقد أصابني صداع فظيع، وشعور بالوهن الشديد. جل ما في الأمر أنني كنت متحفظة متى تعلق الأمر بالخلط ما بين البيع والشراء والحفاوة، وربما تصرفت على نحو أخرق لدرجة أنني أحبطتهما. لقد خيبا ظني هما أيضا؛ حيث جعلاني أتساءل عن سبب تركي للأمور تأخذ هذا المنحى.
شعرت بالحنين إلى دونالد على ذكر «جو هيل».
وشعرت باشتياق أيضا لنيلسون بسبب تعبير بدا على وجه شارلوت أثناء مغادرتي؛ نظرة إعجاب ورضا علمت أنها مرتبطة بجوردي، ولو أنه شق على نفسي أن أصدق ذلك. جعلني هذا التعبير على وجهها أعتقد أنه بعد أن أهبط الدرج وأغادر البناية وأقصد الشارع، ثمة وحش عجوز نحيل وهائج يميل لونه إلى الصفرة، ثمة نمر عجوز أجرب ولكن لحوح سينقض على الكتب والأطباق المتسخة ويحدث جلبة.
بعد هذه الزيارة بيوم تقريبا، استلمت رسالة من دونالد؛ يريد الحصول على الطلاق كي يتسنى له الزواج من هيلين. •••
عينت موظفة، فتاة جامعية، للعمل لبضع ساعات في فترة الظهيرة؛ بحيث يتسنى لي الذهاب إلى البنك وإنجاز بعض الأعمال الورقية. وفي المرة الأولى التي رأتها شارلوت، اتجهت إلى المكتب وربتت على كومة من الكتب موضوعة على المكتب كانت على وشك أن تباع إلى الجمهور.
سألتها: «أهذا هو الكتاب الذي يطلب مديرو المكاتب من موظفيهم شراءه؟» تبسمت الفتاة بحذر ولم ترد عليها.
كانت شارلوت على حق؛ كان الكتاب الذي أشارت إليه تحت عنوان «التحكم الآلي النفساني»، ويتناول تبني المرء لتصور إيجابي عن ذاته.
قالت شارلوت: «ذكاء منك أن استعنت بها بدلا مني؛ فهي أكثر أناقة، ولن تثرثر فتنفر الزبائن، ولن يكون لها رأي شخصي.»
قالت الموظفة الجديدة بعد أن رحلت شارلوت: «ثمة شيء يجب أن أخبرك إياه بشأن هذه المرأة.» ••• «هذا الجزء ليس مهما.»
ناپیژندل شوی مخ