118

أنت في أمان. انهض الآن، اذهب واستلق في فراشك واستغرق في النوم.

لم يستطع فعل ذلك بنفسه، فساعدته. شرعت في جذبه حتى وقف، ثم دفعته باتجاه الغرفة، ثم إلى الفراش الذي لم يكن فراشه الموجود بالزاوية، بل الفراش الأكبر، ثم أجلسته فوقه، ثم جعلته يستلقي. دفعته للأمام والخلف حتى نزعت له ملابسه وأصبح مرتديا القميص فقط. اصطكت أسنانه بعضها ببعض وخشيت أن يصاب ببرد أو حمى. سخنت المكاوي ودثرتها بالقماش ووضعتها بجانبه؛ واحدة عند كل جانب من جانبيه، بالقرب من جلده. لم يكن يوجد بالمنزل ويسكي أو كونياك، فقط شاي النعناع البري. أضفت المزيد من السكر إليه وأجبرته على احتسائه بملعقة. دلكت قدميه بيدي، ثم ذراعيه وساقيه، ثم عصرت الملابس بالماء الساخن ووضعتها فوق بطنه وقلبه، ثم تحدثت معه حينها بطريقة مختلفة رقيقة للغاية، وأخبرته أن ينام وعندما يستيقظ سيكون ذهنه صافيا وستزول عنه جميع مخاوفه.

سقط غصن شجرة فوقه. هذا ما أخبرتني به تماما، أستطيع رؤية الغصن وهو يسقط، أستطيع رؤيته وهو يهبط بسرعة هائلة كالبرق والأغصان الصغيرة تتهشم محدثة صوتا أثناء سقوطها، في وقت يضاهي وقت إطلاق نار من بندقية وأنت تقول ما هذا؟ حتى ارتطم الغصن به وفارق الحياة.

عندما أنمته رقدت بجانبه على الفراش. خلعت ثوبي ورأيت آثار الرضوض الزرقاء على ذراعي. جذبت تنورتي كي أرى إن كانت لا تزال على ساقي من أعلى، وكانت موجودة بالفعل. كان ظهر يدي داكنا أيضا ويؤلمني.

لم يقع شيء سيئ بعد أن تمددت، ولم أنم طوال الليل، بل استمعت إلى أنفاسه، وكنت ألمسه لأرى ما إذا كان استدفأ أم لا. نهضت في أولى ساعات الصباح الباكر وأشعلت النار. عندما سمعني، استيقظ وكان أفضل حالا.

لم ينس ما حدث، لكنه تحدث كما لو أن الأمور على ما يرام. قال: يجب أن نصلي ونقرأ شيئا من الإنجيل. فتح الباب ورأينا تراكما كبيرا للثلوج، لكن السماء كانت صافية. كانت آخر ثلوج الشتاء.

توجهنا إلى الخارج وقرأنا الصلاة الربية، ثم قال: أين الإنجيل؟ لماذا لا أجده فوق الرف؟ عندما جئت به من جانب النار قال: ماذا كان يفعل هناك؟ لم أذكره بأي شيء. لم يدر ماذا سيقرأ فانتقيت له مزمور 131 الذي تعلمناه في الدار: «يا رب، لم يرتفع قلبي، ولم تستعل عيناي. بل هدأت وسكت نفسي كفطيم نحو أمه. نفسي نحوي كفطيم.» قرأه، وقال بعدها أنه سيشق ممرا بالجاروف ويذهب إلى آل تريس ويخبرهم. قلت سأطهو له بعض الطعام. خرج وعمل بالجاروف دون أن يتملكه التعب أو يدخل إلى المنزل لتناول الطعام مثلما انتظرت منه أن يفعل. أخذ يجرف الثلوج حتى شق ممرا طويلا لم أر نهايته ثم ذهب ولم يعد. لم يعد حتى قرب حلول الظلام ثم قال إنه تناول الطعام. قلت له: هل أخبرتهم بشأن الشجرة؟ فنظر إلي لأول مرة نظرة مزرية. كانت النظرة المزرية نفسها التي اعتاد شقيقه النظر بها إلي. لم أذكر أمامه شيئا آخر على الإطلاق بشأن ما حدث أو ألمح إليه بأية طريقة، وهو لم يذكر أي شيء لي، فيما عدا ما قاله لي عندما يظهر بأحلامي، لكنني أدركت دوما الاختلاف بين أحلامي وبين أوقات يقظتي، فحين أكون يقظة لم أكن أجد شيئا سوى النظرة المزرية.

حضرت السيدة تريس وحاولت إقناعي بالذهاب والعيش معهم مثلما فعل جورج. قالت إن باستطاعتي تناول الطعام والنوم هناك، كما أوضحت أن لديهم ما يكفي من الأسرة، لكنني رفضت الذهاب. ظنوا أنني أرفض الذهاب بسبب شعوري بالحزن، لكنني رفضت الذهاب لأنه من الممكن أن يرى أحدهم الرضوض الداكنة بجسدي، إلى جانب أنهم سينتظرون مني البكاء. قلت إنني لا أشعر بالخوف من المكوث وحدي.

حلمت كل ليلة تقريبا أن أحدهما جاء وطاردني بفأس؛ جورج أو هو، واحد منهما، وأحيانا لم يكن يحمل فأسا، بل صخرة ضخمة يرفعها بيديه الاثنتين وينتظر بها خلف الباب. إن الأحلام تأتي لتحذيرنا.

لم أمكث في المنزل؛ حيث بإمكانه العثور علي، وعندما توقفت عن النوم بالداخل ونمت بالخارج لم تراودني تلك الأحلام كثيرا. حل الدفء سريعا وجاء الذباب والبعوض، لكن قلما أزعجاني. كنت أرى لدغاتهما دون أن أشعر بها، وهي إشارة أخرى على أنني محمية بالخارج. كنت أختبئ لدى سماعي قدوم أي شخص. أكلت ثمار العليق الحمراء والسوداء على حد سواء، وحماني الرب من أي سوء بها.

ناپیژندل شوی مخ