111

ورد خطاب يفيد بأن ثمة فتاة ربما تكون مناسبة، وغادر سايمون إلى تورونتو وأحضرها. كان اسمها آني، لكنني نسيت لقبها قبل الزواج. اضطرا إلى الخوض في الجداول النهرية في هيوليت واجتياز الثلوج الرخوة العميقة بعد أن ترجلا من المركبة في مدينة كلينتون، وعندما عادا كانت منهكة ومندهشة للغاية لما رأته؛ حيث قالت إنها لم تكن تتخيل وجود كل هذه الأدغال. كان تحمل في صندوقها بعض الملاءات والأواني والصحون التي أعطتها إياها صديقاتها؛ مما جعل المكان أكثر راحة.

في أوائل شهر أبريل، خرجت أنا وأخي لقطع بعض الأشجار في الأدغال في أبعد ركن من ملكيتنا. وأثناء غياب سايمون للزواج، كنت قد قطعت بعض الأشجار في الاتجاه الآخر ناحية آل تريس، لكن سايمون أراد إخلاء حدود ملكيتنا من الأشجار، وأراد ألا نذهب لقطع الأشجار في المكان الذي كنت فيه. كان الجو معتدلا في بداية النهار، وكان لا يزال الثلج الرقيق بالأدغال. كنا نقطع الأشجار حيث أراد سايمون، وبطريقة ما لا أستطيع وصفها، سقط غصن حيث لم نكن نتوقع. سمعنا فقط الأغصان الصغيرة وهي تتكسر في المكان الذي سقط فيه، فرفعنا رءوسنا لنراه. وقد اصطدم برأس سايمون وقتله على الفور.

اضطررت إلى جر جسده حينئذ إلى الكوخ عبر الجليد. كان شابا وسيما وإن لم يكن ممتلئ الجسم، وكان الأمر مربكا ومرهقا للغاية. أصبح الجو أكثر برودة بحلول ذلك الوقت، وعندما وصلت إلى قطعة أرض فضاء تبينت ثلوجا في الرياح وكأنها بداية لعاصفة ما. امتلأت الآثار التي صنعتها أقدامنا بالثلوج من ورائنا. كان سايمون مكسوا تماما بالثلج الذي لم يكن قد ذاب فوقه بحلول ذلك الوقت، وحضرت زوجته عند الباب وتملكتها الحيرة كثيرا، وظنت أنني كنت أجر جذع شجرة.

غسلته آني داخل الكوخ، وجلسنا في سكون لا ندري ماذا ينبغي لنا فعله. كان الواعظ يمكث بالنزل؛ إذ لم تكن له كنيسة أو منزل بعد. وكان النزل يبعد عنا أربعة أميال تقريبا، لكن العاصفة هبت بضراوة بحيث لا يستطيع المرء حتى رؤية الأشجار عند حافة الأرض الفضاء. بدت العاصفة من ذلك النوع الذي يستمر ليومين أو ثلاثة، لكون الرياح قادمة من الشمال الغربي. علمنا أنه ليس بمقدورنا الاحتفاظ بالجثمان في الكوخ، ولا نستطيع وضعه في الثلوج في الخارج خشية أن تلتهمه القطط البرية؛ لذا اضطررنا إلى الحفر لدفنه. لم تكن الأرض متجمدة أسفل الثلوج؛ لذا حفرت قبرا بالقرب من الكوخ، وحاكت آني ملاءة من حوله، ووضعناه في القبر. لم نطل الوقوف في الرياح، لكننا تلونا الصلاة الربية، وأنشدنا مزمورا واحدا من الإنجيل. لست متأكدا أي مزمور أنشدنا، لكنني أذكر أنه كان قرب نهاية كتاب المزامير، وكان قصيرا للغاية.

حدث ذلك في اليوم الثالث من شهر أبريل عام 1852.

كانت تلك آخر ثلوج العام، وفي وقت لاحق حضر القس وأقام القداس، ووضعت علامة خشبية عند قبره. بعد حين أخذنا قطعة أرض خاصة بنا في المقابر، ووضعنا شاهد قبر له هناك، لكنه لم يكن تحته؛ إذ إنني أرى أنه من الحماقة وعدم الجدوى أن أنقل عظام شخص ميت من مكان لآخر، في حين أنها ليست سوى عظام، وروحه قد صعدت إلى السماء.

أصبحت وحدي أقطع الأشجار وأخلي الأرض، وسرعان ما بدأت أعمل جنبا إلى جنب مع آل تريس، الذين عاملوني بلطف بالغ. عملنا معا في أرضي أو في أرضهم، دون أن نعبأ بما إذا كان العمل بأرضي أم بأرضهم. بدأت في تناول وجباتي عندهم، بل حتى النوم في منزلهم أيضا، وتعرفت إلى ابنتهم جيني التي كانت في مثل عمري تقريبا، وخططنا للزواج، وتزوجنا بالفعل في الوقت المحدد. عشنا معا حياة طويلة تخللها الكثير من الصعاب، لكن الحظ ابتسم لنا في النهاية، وأنجبنا ثمانية أطفال وتولينا تربيتهم. شاهدت أبنائي وهم يستملكون أرض والد زوجتي وأرضي بعد أن رحل خالاهم وحققا ثراء في الغرب.

لم تستمر زوجة أخي في العيش بهذا المكان وشقت طريقها إلى مدينة والي.

الآن توجد طرق مفروشة بالحصى تجاه الشمال والجنوب والشرق والغرب، وسكة حديدية لا تبعد أكثر من نصف ميل عن مزرعتي، وباستثناء المزارع الشجرية، لم يعد للأدغال وجود، وكثيرا ما أفكر في الأشجار التي قطعتها وأقول لنفسي: لو أنها كانت موجودة اليوم لقطعتها وأصبحت رجلا ثريا. •••

من الموقر والتر ماكبين؛ قس الكنيسة المشيخية الحرة بنورث هورون، إلى السيد جيمس مالن؛ كاتب المحكمة، مدينة والي، مقاطعتا هورون وبروس المتحدتان، 10 سبتمبر 1852.

ناپیژندل شوی مخ