ويروى أن الفقيه أبا إبراهيم إسحاق بن إبراهيم التجيبي مولاهم الأندلسي الطليطلي دخل على أمير المؤمنين الحكم المستنصر بالله ابن عبد الرحمن الناصر فتذاكرا أبوابا من العلم وأخبار السلف، إلى أن وقع الحكم في رجل من أكابر أهل قرطبة، فتنقصه، فسكت عنه أبو إبراهيم ونكس رأسه، ولم يأخذ معه في شيء من ذكر الرجل، فوجم الحكم لذلك وعز عليه أن لم يتابعه في ذمه، ثم رجعا إلى ما كانا عليه من ذكر الصالحين، فانبعث معه أبو إبراهيم في ما استطرد من ذلك، ثم عدل إلى ذكر الرجل الذي كان وقع فيه، فسبه، وأطرق أبو إبراهيم عنه، وعاد إلى ما كان فعله أولا من الإطراق والوجوم، فأقصر الحكم مضطرا وأعرض عن الإنكار على أبي إبراهيم، وراقه ملكه لنفسه وخزنه لسانه، وأنشد متمثلا:
يأبى الجواب فما يراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان
مخ ۹۹