اسل نظام اسره

فريدريک انګلز d. 1375 AH
35

اسل نظام اسره

أصل نظام الأسرة والدولة والملكية الفردية

ژانرونه

3

منذ بضعة أشهر (وكلاهما لم يختف لديه النظام القبلي)، فعلوا ما لم يستطع أي جيش أوربي أن يفعله. ومع أنهم كانوا مسلحين بالرماح والدروع وحدها فقد تقدموا تحت سيل من طلقات المدافع الرشاشة إلى تحصينات القوات الإنجليزية (المعروف أنها أحسن قوات مقاتلة من وراء الحواجز في العالم) مفرقين صفوفها، وأعادوا الكرة أكثر من مرة رغم الفرق الرهيب في التسليح، ورغم أنه لم يكن لدى الأفريقيين أي تدريب عسكري. ويقول الإنجليز إن الأفريقي كان يقطع على قدميه في اليوم أكثر مما يقطعه الحصان، وقد كان هذا هو حال المجتمع الإنساني قبل انقسامه إلى طبقات. وإذا قارنا حالته بحالة الأغلبية الساحقة من العمال والفلاحين اليوم لوجدنا الهوة السحيقة بينهم وبين أعضاء السلالة الأحرار.

وقد كان الفناء مصير النظام القبلي الذي لم يتطور إلى أكثر من اتحاد القبائل الذي كان بدء سقوطها كما سنرى. وقد كان كل شيء خارج نطاق القبيلة يعتبر خارج نطاق القانون. وكانت الحرب تجري بين القبائل التي ليس بينها ميثاق سلام بقسوة ميزت الآدميين عن سائر الحيوانات. ويفترض هذا التنظيم - كما رأينا - وجود نظام اقتصادي في غاية التأخر؛ أي عدد قليل جدا من السكان موزعين في مساحة شاسعة من الأرض. وقد انعكس تسلط الطبيعة على الإنسان في أفكاره الدينية الطفولية، وقد ظلت القبيلة هي حدود الإنسان وكانت مقدسة لا تخالف. وقد كان ضروريا تحطيم قوة هذه الجماعة نتيجة التطور، وقد تحطمت فعلا؛ ولكنها تحطمت نتيجة النفوذ الذي يبدو لنا من بدايته انحطاطا وسقوطا من المرتبة الخلقية العليا للمجتمع القديم. وأصبحت القسوة والنهم والأنانية والمصلحة الشخصية هي باعث المجتمع المتمدن الطبقي، وأصبحت كل الوسائل غير المشروعة كالسرقة والخيانة مدنية. وباختصار لم يكن المجتمع الجديد خلال الألفين والخمسمائة عام من المدنية سوى نمو للأقلية على حساب الأغلبية المحكومة.

الفصل الرابع

السلالة الإغريقية

كان الإغريق مثلهم في ذلك مثل البلاسجيانز والشعوب الأخرى ذات الأصل القبلي، كانوا منتظمين منذ ما قبل التاريخ في نفس المجموعات القبلية التي لدى الهنود الأمريكيين؛ أي في سلالات وأخوات وقبائل واتحادات قبائل. وأحيانا لم تظهر الأخوات عندهم كما كان الحال عند الدوريانيين، كما لم تظهر أحيانا اتحادات القبائل، ولكن السلالة كانت في كل مكان هي الوحدة الاجتماعية.

وفي الوقت الذي دخل فيه الإغريق التاريخ كانوا على أبواب عصر المدنية؛ وعلى ذلك فهناك فترتان تاريخيتان كبيرتان بين الإغريق والهنود الأمريكيين. فإغريق العصر

1

البطولي كانوا متقدمين جدا عن الإيروكيوس؛ ولهذا فإن السلالة الإغريقية لم تكن تحمل الطابع القديم للسلالة الإيروكيوسية؛ إذ لم يعد طابع الزواج الجماعي موجودا، وحل الانتساب للأب محل الانتساب للأم، وظهرت إلى جانب ذلك الثروة الخاصة التي كانت أول اضطراب في النظام. وكان هناك اضطراب ثان تلي ذلك بالضرورة، فبعد تطبيق الانتساب للأب كان نصيب الوارثة الغنية ينتقل بفضل زواجها إلى زوجها إلى أي سلالة أخرى، وهكذا يتحطم قانون القرابة القديم كله؛ ولذلك فقد كانت الفتاة الغنية تجبر على الزواج من سلالتها - استثناء من القاعدة - لكي تظل ثروتها في السلالة.

وقد كتب جروت في كتابه «تاريخ اليونان» أن روابط السلالة الأثينية كانت كما يأتي: (1)

ناپیژندل شوی مخ