Ashrat al-Sa'a - Al-Wabil
أشراط الساعة - الوابل
خپرندوی
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
رسائِل جَامعيَّة (١)
أشرَاطُ السَّاعَةِ
تَأليف
يُوسف بن عَبْد اللّه بن يُوسف الوَابل
دار ابن الجوزي
1 / 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَحْمَنِ الرَحيمِ
قال الله تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج: ١ - ٢].
وقالَ تَعالى:
﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ﴾ [محمد: ١٨].
1 / 2
أَشرَاطُ السَّاعَةِ
1 / 3
جَميع الحقُوق مَحفوظَة
الطبعة الأولى: ١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م
الطبعة الثانية: ١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م
الطبعة الثالثة: ١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
1 / 4
هذا الكتاب
رسالة علمية تقدَّم بها المؤلف لنيل درجة التخصُّص الأولى (الماجستير) من جامعة أم القرى، كلية الشريعة، فرع العقيدة.
وقد مُنح المؤلف عليها درجة (الماجستير) بتقدير ممتاز، وذلك في شهر محرَّم سنة (١٤٠٤ هـ).
1 / 5
المقدمة
إن الحمد الله؛ نحمده، ونستعينُه، ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شُرور أنفسنا، ومِن سيِّئات أعمالِنا، مَن يهدِه الله؛ فلا مضلَّ له، ومَن يُضْلِل؛ فلا هاديَ له.
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [آل عمران: ١٠٢].
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ [النساء: ١].
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (^١)
_________
(^١) هذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله ﷺ يعلمها أصحابه. =
1 / 7
[الأحزاب: ٧٠ - ٧١].
أمّا بعد:
فإن الله تعالى أرسل محمَّدًا ﷺ بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي السّاعة، فلم يترك خيرًا؛ إِلَّا دلَّ أمَّتَه عليه، ولا شرًّا؛ إِلَّا حذَّرها منه.
ولمَّا كانت هذه الأمة هي آخر الأمم، ومحمَّدٌ ﷺ هو خاتَم الأنبياء؛ خَصَّ الله تعالى أمَّته بظهور أشراط السّاعة فيها، وبيَّنَها لهم على لسان نبيِّه ﷺ أكمل بيان وأتمَّه، وأخبر أن علامات السّاعة ستخرج فيهم لا محالة، فليس بعد محمَّدٍ ﷺ نبيٌّ آخر يبيِّنُ للناس هذه العلّامات، وما سيكون في آخر الزّمان من أُمور عظامٍ مؤذِنَةٍ بخراب هذا العالم، وبداية حياة جديدة؛ يُجازى فيها كلٌّ بحسب ما قدَّمت يداه، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.
_________
= انظر: "خطبة الحاجة" للشيخ محمّد ناصر الدين الألباني، طبع المكتب الإسلامي.
وهي في "سنن ابن ماجه"، كتاب النِّكاح، باب خطبة النِّكاح، من رواية عبدالله بن مسعود ﵁، (١/ ٦٠٩ - ٦١٠)، تحقيق محمّد فؤاد عبدالباقي،، ط. دار إحياء التراث العربي، عام (١٣٩٥ هـ).
ورواه الإمام أحمد (٥/ ٢٧٢) (ح ٣٧٢١)، تحقيق أحمد شاكر وقال: "إسناده من طريق أبي عبيدة ضعيف لانقطاعه، ومن طريق أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة صحيح لاتصاله". "المسند"، طبع دار المعارف بمصر، (١٣٦٧ هـ).
وقال الألباني على الطريق الثّاني: "صحيح على شرط مسلم". "خطبة الحاجة" (ص ١٤).
وقد ورد ذكر طرف من هذه الخطبة في "صحيح مسلم"، كتاب الجمعة، باب خطبته ﷺ في الجمعة، (٦/ ١٥٧ - مع شرح النووي)، طبعة دار الفكر، ط. ثالثة، (١٣٨٩ هـ).
1 / 8
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾ [الزلزلة: ٧ - ٨].
ولمَّا كان من العقائد الّتي يجب الإِيمان بها: الإِيمان باليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب، ولما كان نظر الإِنسان قد لا يعدو هذه الحياة وما فيها من مَتاعٍ، فينسى اليوم الآخر، ولا يعمل له؛ جَعَلَ اللهُ بين يدي السّاعة أماراتٍ تدلُّ على تحقُّقها، وأنّها ستقع حتمًا، حتّى لا يخامر النَّاس أدنى شك فيها، ولا يفتنهم شيءٌ عنها.
فمن المعلوم أن الصادق المصدوق ﷺ إذا ذكر من أشراطها شيئًا، ورأى النَّاس وقوعَ ذلك الشيء؛ علموا يقينًا أن السّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، فيعملوا لها، ويستعدُّوا لذلك اليوم، ويتزوَّدوا بالصَّالحات قبل فوات الأوان وانقضاء الأجل المحدود: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الزمر:٥٦ - ٥٨].
وكان النّبيّ ﷺ يقول في خطبته: "بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين".
وكان إذا ذَكَر السّاعة؛ احمرَّتْ وجنتاهُ، وعلا صوتُه، واشتدَّ غضبه؛ كأنّه نذير جيش يقول: صبَّحكم مسَّاكم (^١).
_________
(^١) "صحيح مسلم"، كتاب الجمعة، باب خطبته ﷺ في الجمعة، (٦/ ١٥٣ - مع شرح النووي)، و"سنن النسائي" - واللفظ له-، كتاب صلاة العيدين، باب كيف الخطبة، (٣/ ١٨٨ - ١٨٩ - مع شرح السيوطيّ وحاشية السندي)، تصحيح حسن المسعودي، طبع دار إحاء التراث العربي، الشركة العامة، بيروت، و"سنن ابن ماجه"، المقدِّمة، باب اجتناب البدع والجدل، (١/ ١٧)، تحقيق محمّد فؤاد عبدالباقي.
1 / 9
وفد أشفق الصّحابة ﵃ من قيام السّاعة عليهم، وظهر ذلك جليًّا عندما وصف لهم النّبيّ ﷺ الدَّجًالَ، كما جاء في حديث النواس بن سمعان ﵁، قال: ذكر رسول الله ﷺ الدَّجَّال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتّى ظنَّناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه؛ عرف ذلك فينا، فقال: "ما شأنُكُم؟ ". قلنا: يا رسول الله! ذكرتَ الدَّجَّالَ غداة، فخفضتَ فيه ورفعتَ حتّى ظننَّاه في طائفة النخل. فقال: "غيرَ الدَّجال أخوفني عليكُم، إن يخرجْ وأنا فيكم؛ فأنا حجيجه دونَكم، وإن يخرجْ ولستُ فيكم؛ فامرؤ حَجيجُ نفسه، والله خليفتي على كلّ مسلم" (^١).
وقد ظهر كثيرٌ من أشراط السّاعة، وتحقَّق ما أخبر به المصطفى ﷺ، فكل يوم يزداد فيه المؤمنون إيمانًا به، وتصديقًا له، إذ يظهر مِن دلائل نبوَّته وآيات صدقِه ما يوجب على المسلمين التمسُّك بهذا الدين الحنيف.
وكيف لا يزدادون إيمانًا وهم يرونَ هذه المغيَّبات الّتي أخبر بها رسول الله ﷺ تقع كما أخبر؟! فإن كلّ واحدة من هذه الأشراط الّتي تحدث لَمعجزة بيَّنةٌ لنبي هذه الأمة ﷺ. فالويل ثمّ الويل لأولئك الجاحدين لرسالته، الصادِّين عنها، أو المتشكَّكين فيها.
وتأتي أهمِّيَّةُ هذا البحث في هذا الوقت الّذي أخذ فيه بعض الكتاب المُعاصِرينَ يشكِّك في ظهور ما أخبر ب ﷺ من المغيَّبات الّتي يجب الإِيمان بها، ومنها أشراط السّاعة، فمنهم مَنْ أنكر بعضها، ومنهم من أوَّلها بتأويلات باطلة!
_________
(^١) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب ذكر الدجال، (١٨/ ٦٣ - ٦٥ - مع شرح النووي).
1 / 10
لهذا وذاك أحببتُ أن أجمع بحثًا مشتملًا على أشراط السّاعة الصغرى والكبرى، بأدلَّتها الثابتة من القرآن الكريم والسُّنَّة المطهَّرة، ولم يكن البحث في هذا الموضوع سهلًا؛ فإنّه يحتاج إلى بحث عن صحة الأحاديث، والجمع بين الروايات المختلفة.
وقد ألَّف بعض العلماء مؤلَّفات في أشراط السّاعة، ولكنَّهم لم يلتزموا فيها الاقتصار على ما ثبتَ من الأحاديث، بل تجدهم يسردون كثيرًا من الروايات؛ دون تعرًّض لدرجة الحديث من حيث الصِّحَّة والضعف؛ إِلَّا في النادر، وهذا يجعل المطالع لها يختلط عليه الأمر، فلا يميِّز بين الصّحيح من غيره، وكذلك لم يتعرَّضوا لشرح ما جاء في هذه الأحاديث ممّا يحتاج إلى بيان، ولكنهم ﵏ جمعوا لنا كثيرًا من الأحاديث، ووفَّروا علينا كثيرًا من الجهد.
ومن هذه الكتب:
١ - "الفتن": للحافظ نُعيم بن حمَّادَ الخُزاعي، المتوفى سنة (٢٢٨ هـ) ﵀.
٢ - "النهاية" أو "الفتن والملاحم": للحافظ ابن كثير، المتوفَّى سنة (٧٧٤ هـ) ﵀.
٣ - "الإِشاعة لأشراط السّاعة": للشريف محمّد بن رسول الحسيني البرزنجي، المتوفى سنة (١١٠٣هـ) ﵀.
٤ - "الإِذاعة لما كان وما يكون بين يدي السّاعة": للشيخ محمّد صديق حسن القنوجي، المتوفى سنة (١٣٠٧ هـ) ﵀.
1 / 11
٥ - "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط السّاعة": للشيخ حمود بن عبدالله التويجري النَّجدي، ولا يزال الشّيخ موجودًا حفظه الله.
... إلى غير ذلك من المؤلِّفات الّتي تناولت الحديث عن أشراط السّاعة
وقد استفدتُ ممَّن سبقني، ورأيت أن أسلك في هذا البحث مسلكًا ألزمتُ به نفسي، وهو أنني لا أذكر فيه شرطًا، إِلَّا ما نصَّ عليه النّبيّ ﷺ أنّه من أشراط السّاعة- صريحًا أو دِلالةً-، والتزمتُ كذلك أن لا أذكر فيه إِلَّا ما كان صحيحًا أو حسنًا من الأحاديث، مسترشدًا في ذلك بأقوال علماء الحديث في تصحيح الحديث أو تضعيفه.
وإيثارًا للاختصار؛ فإنني لم أذكر جميع الأحاديث الصحيحة في كلّ شرط، بل اكتفيتُ ببعض الأحاديث الّتي تثبِتُ أن هذه العلّامة من أشراط السّاعة.
وذكرتُ أيضًا ما يحتاجُ إليه كلّ شرطٍ، مِن بيان لمعنى لفظ غريب، أو بيان للأماكن الّتي ورد ذكرها في الأحاديث، وكذلك أعقبتُ كلّ علاْمة بشرح موجز مقتبس من كلام العلماء، أو ممَّا جاء من الأحاديث الّتي لها علاقة بالعلّامة المشروحة، وتعرَّضتُ للرَّدِّ على بعض من أنكر شيئًا من أشراط السّاعة، أو تأوَّلها بغير ما تدلُّ عليه أحاديثُها، وبيَّنتُ أن أشراط السّاعة من الأمور الغيبيَّةِ الّتي يجب الإِيمان بها كما جاءت، ولا يجوزُ ردُّها أو جعلها رموزًا للخير أو للشر أو ظهور الخرافات.
ولما كان كثيرٌ مِن أشراط السّاعة ورد في أخبار آحاد، عقدتُ في أول
1 / 12
البحث فصلًا في بيان حجِّيَّةِ خبر الآحاد، وذلك للرَّدِّ على مَنْ أنكر حجِّيَّةَ الآحاد، وزعم أنّها لا تقوم عليها عقيدة.
وكذلك؛ فإن هذا البحثَ دعوةٌ للإِيمان بالله تعالى وباليوم الآخر، وتصديقٌ لما أخبر به الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلاوحيٌ يُوحى، صلّى الله عليه واله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
وهو أيضًا دعوةٌ للتأهُّب لما بعد الموت؛ فإن السّاعة قد قَرُبَت، وظهر كثيرٌ من أشراطها، وإذا ظهرتِ الأشراط الكبرى، تتابعت كتتابعِ الخَرَزِ في النِّظام إذا انفرط عقده، وإذا طلعتِ الشّمسُ من مغربها؛ قُفِل باب التوبة، وخُتِمَ على الأعمال، فلا ينفع بعدذلك إيمانٌ ولا توبةٌ؛ إِلَّا مَنْ كان قبل ذلك مؤمنًا أو تائبًا: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا (١٥٨)﴾ [الأنعام: ١٥٨].
﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (٣٥) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (٣٦) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: ٣٥ - ٤١].
نسأل الله العظيم، ربَّ العرش العظيم، أن يجعلنا من الآمنين يوم الفزع الأكبر، وممَّن يُظلِّهُمُ في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلاظلُّه.
* خطة البحث:
يشتمل هذا البحث على مقدمة، وتمهيد، وبابين، وخاتمة:
- أمّا المقدِّمة؛ فتشتمل على أهمية هذا الموضوع، وخطته.
1 / 13
وأمّا التمهيد، فيشتمل على عدة مباحث:
المبحث الأوّل: تحدثتُ فيه عن أهمية الإِيمان باليوم الآخر، وأثر ذلك على سلوك الفرد والمجتمع.
المبحث الثّاني: ذكرتُ فيه أن من مظاهر الاهتمام باليوم الآخر - إلى جانب ذكر أشراطه - كثرة ذكره في القرآن بأسماء مننوعة، وذكرتُ طرفًا من هذه الأسماء، مع ذكر الأدلَّة من القرآن الكريم على ذلك.
المبحث الثّالث: تحدثتُ فيه عن حجِّيَّة خبر الواحد في أمور العقيدة وغيرها، وبيَّنْتُ فيه أن الحديث إذا صحَّ، وجب اعتقاد ما جاء فيه.
وتأتي أهمية هذا المبحث أنّه ردٌّ على الذين لا يأخذون بخبر الواحد في أمور العقيدة، وبيَّنتُ أن قولهم كذا يستلزم رد مئات الأحاديث الصحيحة، وأنّه قولٌ مُبْتَدَعٌ في الدين، ليس عليه دليلٌ ولا برهانٌ.
المبحث الرّابع: بينتُ فيه أن النّبيّ ﷺ أخبر أمته عما كان وما يكون إلى قيام السّاعة، ومن ذلك أشراط السّاعة الّتي نالت من ذلك النصيب الأوفر، ولذلك جاءت أحاديث أشراط السّاعة كثيرة جدًّا، ورُوِيَت بألفاظ مختلفة.
المبحث الخامس: تحدَّثتُ فيه عن علم قيام السّاعة، وبيَّنْتُ فيه أن علمها ممَّا استأثر الله تعالى به، وذكرتُ الأدلَّة في ذلك، ثمّ رددتُ على مَنْ قال بأن النّبيّ ﷺ يعلم وقتها، وكذلك على مَنْ قال بتحديد عمر الدنيا، وبيَّنْتُ أنَّ هذا القول مصادمٌ للقرآن والسُّنَّة، وذكرتُ طائفة من أقوال العلماء في الرَّدَّ على مثل هذه الأقوال.
1 / 14
المبحث السّادس: تحدَّثتُ فيه عن قرب السّاعة، وأنّه لم يبقَ مِن الدنيا إِلَّا القليل بالنسبة إلى ما مضى من عمرها.
- وأمّا الباب الأوّل، فيشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأوّل: تحدثتُ فيه عن تعريف معنى الشرط في اللُّغة والاصطلاح، وكذلك معنى السّاعة في اللُّغة والاصطلاح الشرعي، وبينتُ فيه أن السّاعة جاءت على ثلاث معان:
١ - السّاعة الصغرى.
٢ - السّاعة الوسطى.
٣ - السّاعة الكبرى.
الفصل الثّاني: تحدَّثتُ فيه عن أقسام أشراط السّاعة، وأنّها تنقسم إلى قسمين:
١ - أشراط صغرى.
٢ - وأشراط كبرى.
وعرَّفتُ كلّ قسمٍ، وذكرتُ أن بعض العلماء قسَّمها من حيث ظهورُها إلى ثلاثة أقسام:
١ - قسم ظهر وانتهى.
٢ - قسم ظهر ولا زال يكثر ويتتابع.
٣ - قسم لم يظهر إلى الآن.
الفصل الثّالث: تحدَّثتُ فيه عن أشراط السّاعة الصغرى، وهي:
١ - بعثة النّبيّ ﷺ.
1 / 15
٢ - موته ﷺ
٣ - فتح بيت المقدس.
٤ - طاعون عمواس.
٥ - استفاضة المال والاستغناء عن الصَّدقة.
٦ - ظهور الفتن.
٧ - ظهور مدَّعي النبوَّة.
٨ - انتشار الأمن.
٩ - ظهور نار الحجاز.
١٠ - قتال الترك.
١١ - قتال العجم.
١٢ - ضياع الأمانة.
١٣ - قبض العلم وظهور الجهل.
١٤ - كثرة الشرط وأعوان الظلمة.
١٥ - انتشار الزِّنا.
١٦ - انتشار الرِّبَا.
١٧ - ظهور المعازف واستحلالها.
١٨ - كثرة شرب الخّمْرِ واستحلالها.
١٩ - زخرفة المساجد والتباهي بها.
٢٠ - التطاول في البنيان.
٢١ - ولادة الأُمَّة لربتها.
٢٢ - كثرة القتل.
1 / 16
٢٣ - تقارب الزّمان.
٢٤ - تقارب الأسواق.
٢٥ - ظهور الشرك في هذه الأمة.
٢٦ - ظهور الفُحش وقطيعة الرّحم وسوء الجوار.
٢٧ - تشَبُّب المشيخة.
٢٨ - كثرة الشُّح.
٢٩ - كثرة التجارة.
٣٠ - كثرة الزلازل.
٣١ - ظهور الخسف والمسخ والقذف.
٣٢ - ذهاب الصالحين.
٣٣ - ارتفاع الأسافل.
٣٤ - أن تكون التحيَّة للمعرفة.
٣٥ - التماس العلم عند الأصاغر.
٣٦ - ظهور الكاسيات العاريات.
٣٧ - صدق رؤيا المؤمّن.
٣٨ - كثرة الكتابة وانتشارها.
٣٩ - التهاون بالسنن الّتي رغَّب فيها الإسلام.
٤٠ - انتفاخ الأهلَّة.
٤١ - كثرة الكذب وعدم التثبُّت في نقل الأخبار.
٤٢ - كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق.
٤٣ - كثرة النِّساء وقلة الرجال.
1 / 17
٤٤ - كثرة موت الفجأة.
٤٥ - وقوع التناكر بين النَّاس.
٤٦ - عود أرض العرب مروجًا وأنّهارًا.
٤٧ - كثرة المطر وقلة النبات.
٤٨ - حَسْر الفرات عن جبل من ذهب.
٤٩ - كلام السِّباع والجمادات للإِنس.
٥٥ - تمنِّي الموت من شدة البلاء.
٥١ - كثرة الروم وقتالهم للمسلمين.
٥٢ - فتح القسطنطينية.
٥٣ - خروج القحطاني.
٥٤ - قتال اليهود.
٥٥ - نفي المدينة لشرارها ثمّ خرابها.
٥٦ - ظهور الريح الّتي تقبض أرواح المؤمنين.
٥٧ - استحلال البيت الحرام وهدم الكعبة.
- أمّا الباب الثّاني؛ فالحديث فيه عن أشراط السّاعة الكبرى، ويشتمل على تمهيد وتسعة فصول:
والتمهيد: يشتمل على مبحثين:
الأوّل: ترتيب أشراط السّاعة الكبرى.
والثّاني: تتابع أشراط السّاعة الكبرى.
وأمّا الفصول؛ فهي:
1 / 18
الفصل الأوّل: تحدثت فيه عن ظهور المهدي.
ويشتمل الكلام فيه على اسمه، وصفته، ومكان خروجه، ثمّ ذكرتُ الأدلَّة من السنة على ظهوره، سواء ما كان فيه النصُّ عليه أو ذكر صفته، وذكرتُ أيضًا ما ورد في الصحيحين من الأحاديث الّتي تشتمل على صفة المهدي، وإن لم يردّ ذكر اسمه.
ثمّ ذكرتُ كلام العلماء على تواتر أحاديث المهدي، وأعقبتُ ذلك بذكر الكتب الّتي صُنِّفتْ فيه، مع ذكر مؤلِّفيها من العلماء.
ثمّ تعرضتُ لذكر مَنْ أنكر ظهور المهدي، والرد عليه.
ثمّ تكلمتُ على حديث: "لا مهدي إِلَّا عيسى بن مريم"، وبيَّنتُ أنّه لا يصلح حجة لمن أنكر ظهور المهدي.
وأمّا الفصل الثّاني؛ فتحدَّثتُ فيه عن المسيح الدجَّال.
وكان الكلام فيه على معنى لفظي المسيح والدجَّال.
ثمّ ذكرتُ صفة الدجَّإل، والأحاديث الواردة في ذلك.
ثمّ الكلام على حياة الدجَّال؛ هل هو حىٌّ أم لا؟
واستلزم ذلك الحديث عن ابن صيَّاد، فذكرتُ نبذة عن حياته، واسمه، وأحواله، وامتحان النّبيّ ﷺ، والاشتباه في أمره، ثمّ وفاته، ثمّ تكلمتُ عن اختلاف العلماء فيه؛ هل هو الدجَّال الأكبر أم لا؟ فذكرتُ كلام الصّحابة أوَّلًا، وما ورد من الأحاديث في ذلك، ثمّ ذكرتُ أقوال العلماء في ابن صيَّاد، ورددتُ على مَنْ قال: إن ابن صيَّاد خرافة جازت
1 / 19
على بعض العقول! وبيَّنْتُ أنّه حقيقة بالأدلَّة الصحيحة من السنة.
ثمّ تحدَّثتُ عن مكان خروج الدجَّال، وأن الدَّجَّال يدخل جميع البلدان ما عدا مكّة والمدينة.
ثمّ ذكرتُ أتباع الدَّجَّال، وفتنته.
ثمّ رددتُ على مَنْ أنكر ظهور الدجَّال، وبيَّنتُ أن ما يُعطاه من الخوارق أمور حقيقية.
وتحدثتُ كذلك عن كيفية الوقاية من فتنة الدجَّال، وما يجب على المسلم أن يتسلَّح به حتّى ينجو من هذه الفتنة العظيمة.
ثمّ الكلام على الحكمة في عدم ذكر الدجَّال في القرآن صراحةً.
ثمّ ختمتُ الحديث عن الدجَّال بذكر كيفية هلاكه والقضاء على فتنته.
وأمّا الفصل الثّالث، فكان الحديث فيه عن نزول عيسى ﵇ آخر الزّمان؛ إمامًا مقسطًا، وحكمًا عادلًا.
وقبل الكلام على نزوله تحدَّثتُ عن صفته الّتي جاءت بها الروايات الصحيحة، مع ذكر هذه الروايات.
ثمّ تحدَّثتُ عن صفة نزوله ﵇، وموضع نزوله.
ثمّ ذكرتُ أقوالَ العلّماءِ الَّذينَ نَصُّوا على تواتُرِ الأحاديثِ الواردةِ في نُزولِ عيسى ﵇، وأنَّ نزولَه آخر الزَّمان ذَكَرَهُ طائفةٌ مِن العلماء في عقيدة أهل السنَّة والجماعة.
1 / 20
ثمّ ذكرتُ أدلةَ نزوله من الكتاب والسُّنَّة؛ علامةً على قرب السّاعة، فبدأت بأدلَّة نزوله من القرآن الكريم، مع ذكر كلام المفسِّرين في ذلك، ثمّ ذكرتُ الأحاديث الدَّالة على نزوله، وأنّها متواترة لا يجوز ردُّها، بل يجب الإِيمان بها.
ثمّ ذكرتُ الحكمة في نزوله ﵇ دون غيره من الأنبياء ﵈، وبينتُ أنّه ينزل حاكمًا بشريعة الإسلام لا ناسخًا لها، مع ذكر الأدلَّة على ذلك.
وتحدَّثتُ كذلك عن عهد عيسى ﵇، وأنّه عصرُ أمن وسلام، تنزل السَّماء فيه بركاتها، وتُخْرِج الأرض خيراتها.
ثمّ ختمتُ الكلام فيه ببيان مدة. بقائه بعد نزوله، ثمّ وفاته ﵇. وأمّا الفصل الرّابع؛ فهو عن ظُهور يأجوج ومأجوج، وقد بدأتُ بالحديث عن اشتقاق لفظتي (يأْأجوج) و(مأجوج)، ثمّ تكلَّمتُ عن أصلهم، وبيَّنتُ أنّهم مِن ذُرَّيَّةِ آدم ﵇، ثمّ ذكرتُ صفتَهم، وكيفية خروجهم، مع ذكر الأدلَّة من الكتاب والسنَة على ثبوت ظهورِهم في آخر الزّمان، ثمّ تحدَّثْتُ عن سدِّ يأجوج ومأجوج، وأن هذا السدَّ غير معروف مكانه، وبيَّنتُ أن الأدلَّةَ تدلُّ على أنَّه لم يندكَّ إلى الأن، ورددتُ على مَنْ قال؛ إنّه قد اندكَّ، وإن يأجوج ومأجوج قد خرجوا، وإنهم التَّتار الذين ظهروا في القرن السابع الهجري.
وأمّا الفصل الخامس؛ فكان عن الخسوفات الثّلاثة، وهي خسفٌ
1 / 21