الريح تفعل ما تشاء
قد ضجرت الساعة من دقة عقاربي في الزمان الأول.
وعقدت حبال العزيمة حول ذراع الأمان ونمت.
ولكن حملتني ريح الغربة فوق السحاب صادعة بأمر المجهول.
لم يكن في نيتي ما أفعل، ولا فعلت ما كنت نويت. وأيقظني رفيقي الرقيق من غفوتي قائلا: غدا نسفك الدماء.
فقلت مشهدا الكون على استسلامي المطلق: لتكن مشيئة الله.
المرشد والبائعة
من أول يوم اكتشفت أن عملي في المنطقة يحتم علي التجوال المستمر في أنحائها. سألت عن مرشد طريق فدلوني على رجل يقيم بالدرب الأحمر، تبين لي أنه أعمى، ولكن أهل الحل والعقد أكدوا لي صدق فراسته وعمق خبرته، وحفظه زوايا الحي عن ظهر قلب.
وتأبطت ذراعه فسار بي بقدمين ثابتتين، وسرعان ما وثقت به وآنست إليه.
كان يمكن أن أبقى معه وحده حتى نهاية العمر، لولا أن صادفتنا ذات يوم بائعة خبز ذات حسن، فودعت مرشدي وسرت معها. وتجمعني الطريق أحيانا بمرشدي القديم، فأحييه بوجد، ولكنه يرد علي بفتور ويمضي كل في سبيله.
ناپیژندل شوی مخ