ومرة سأل الشيخ سائل من المريدين: نراك وجيها في منظرك، بادي الصحة والعافية، تحب الأكل والشرب، ولست كالشيوخ الزاهدين!
فقال الشيخ بصوت سمعه الجميع: نحن قوم نعمل لنرتزق ولا نتسول. نقبل على دنيا الله ولا نعرض عنها. قرة أعيننا في العشق والسكر، وسياحتنا الليلية من التأمل والذكر.
الدرس
كنت منطلقا مهرولا لأشهد حلقة الذكر. مررت في طريقي بعجوز رث الملبس، تعيس المنظر وهو يبكي. صرفت نفسي عن الانشغال به أن يفوت علي قصدي. ولما احتل الشيخ مكانه وسط حلقة الذكر، نظر فيما حوله حتى وقع بصره علي، فأومأ إلي لأقترب منه، ومال على أذني هامسا: أهملت العجوز الباكي فأضعت فرصة للخير لن تحظى بمثلها باستماعك إلى درسي اليوم ...
ليلة القدر
زينا حجرة الاستقبال بالورود، وتسلل البخور من نوافذ بيتنا إلى عرض الطريق، وأعددنا من أسباب السرور ما يلذ السمع والبصر والذوق.
وأملنا كالآخرين أن ينزل الشيخ في ضيافتنا ويسهر عندنا ليلة القدر. واستغرق والداي في التلاوة، وجعلت أذهب وأجيء بين النافذة والباب المفتوح.
وفجأة تعالت في جلال الليل زغرودة من بيت أحد الجيران.
وتبادلنا نظرات الأسى في صمت.
وقال أبي متنهدا: لا يريد الحظ أن يبتسم بعد.
ناپیژندل شوی مخ