هيهات أن يفوز مرض بجميل الذكر مثل مرضي!
الحركة القادمة
قال برجاء حار: جئتك لأنك ملاذي الأول والأخير.
فقال العجوز باسما: هذا يعني أنك تحمل رجاء جديدا. - تقرر نقلي من المحافظة في الحركة القادمة. - ألم تقض مدتك القانونية بها؟ هذه هي تقاليد وظيفتك.
فقال بضراعة: النقل الآن ضار بي وبأسرتي. - أخبرتك بطبيعة عملك منذ أول يوم. - الحق أن المحافظة أصبحت وطنا لنا ولا غنى عنه. - هذا قول زملائك السابقين واللاحقين، وأنت تعلم أن ميعاد النقل لا يتقدم ولا يتأخر.
فقال بحسرة: يا لها من تجربة قاسية! - لم لم تهيئ نفسك لها وأنت تعلم أنها مصير لا مفر منه؟
مفترق الطرق
عرفت في بيتنا بأم البيه، حتى اليوم لم أعرف اسمها الحقيقي؛ فهي عمتي أم البيه. تجلس في حجرتها فوق الكنبة متحجبة مسبحة. كلما طمعت في مصروف إضافي تسللت إلى مجلسها. وعلى فترات متباعدة تقف سيارة أمام بيتنا الصغير فيغادرها البيه، قصيرا وقورا مهيبا، يلثم يد أمه ويتلقى دعاءها.
زيارته تنفخ في البيت روحا من السرور والزهو، وقد تحمل إلي علبة من الحلوى. رجل آخر يتردد على أم البيه كل يوم جمعة، صورة طبق الأصل من البيه، غير أنه يرتدي عادة جلبابا ومركوبا وطاقية، وتلوح في وجهه أمارات المسكنة. وتستقبله عمتي بترحاب، وتجلسه إلى جانبها في أعز مكان.
حيرني أمره.
ناپیژندل شوی مخ