من التاريخ
في ذلك الوقت البعيد قيل إنه هاجر أو هرب، والحقيقة أنه كان يجلس على العشب على شاطئ النيل مشتملا بأشعة القمر، يناجي أحلامه في حضرة الجمال الجليل.
عند منتصف الليل سمع حركة خفيفة في الصمت المحيط، ورأى رأس امرأة ينبثق من الماء أمام الموضع الذي يفترشه. وجد نفسه أمام جمال لم يشهد له مثيلا من قبل. ترى أتكون ناجية من سفينة غارقة؟ لكنها كانت غاية في العذوبة والوقار؛ فداخله الخوف، وهم بالوقوف تأهبا للتراجع، ولكنها قالت له بصوت ناعم: اتبعني.
فسألها وهو يزداد خوفا: إلى أين؟ - إلى الماء لترى أحلامك بعينيك.
وبقوة سحرية زحف نحو الماء وعيناه لا تتحولان عن وجهها.
الأشباح
عقب الفراغ من صلاة الفجر، رحت أتجول في الشوارع الخالية. جميل المشي في الهدوء والنقاء بصحبة نسائم الخريف. ولما بلغت مشارف الصحراء جلست فوق الصخرة المعروفة بأم الغلام.
وسرح بصري في متاهة الصحراء المسربلة بالظلمة الرقيقة. وسرعان ما خيل إلي أن أشباحا تتحرك نحو المدينة. قلت: لعلهم من رجال الأمن. ولكن مر أمامي أولهم، فتبينت فيه هيكلا عظميا يتطاير شرر من محجريه.
واجتاحني الرعب فوق الصخرة، وتسلسلت الأشباح واحدا إثر آخر.
تساءلت وأنا أرتجف عما يخبئه النهار لمدينتي النائمة ...
ناپیژندل شوی مخ