وكثيرا ما جمع الدارسون في عصور لاحقة، قصصا قديمة، فقد روى جوفري الذي موطنه مونموث، وهو كاتب إنجليزي من القرن الثاني عشر، روى بعض الأساطير التي حكاها الكلت عن حاكمهم الملك «آرثر» وفرسانه الذائعي الصيت. وفي العصر الحاضر يجمع الدارسون قصص الهنود الحمر والإسكيمو والقبائل الأفريقية، ورجال أدغال أستراليا.
وعلاوة على هذا، يستعمل شعراء جميع الأمم وقصاصوهم الأساطير في أغراض شتى، فيعيدون روايتها بلغتهم شعرا ونثرا، وفي القصص القصيرة وشعر الملاحم والمسرحيات. فهذا «دانتي» يستعمل «يولوسيس» البطل الإغريقي، فيروي جزءا من قصته في جحيمه «إنرفرنو». ويعيد شكسبير صياغة حلقات معينة من الحرب الطروادية في «ترويلوس وكرسيدا». ويروي «جوتيه» قصة إيفيجينيا في تاوريس. ويروي راسين قصة أندروماخي، كما يروي وليم موريس في ملحمة مطولة مغامرات جاسون؛ بحثا عن الجزة الذهبية. وبالمثل كتبت عدة روايات عن هيلين الطروادية، ومغامرات الملك آرثر وفرسانه.
غير أن الشعراء يجدون استعمالا آخر للأساطير في تلميحاتهم وإشاراتهم وتشبيهاتهم، وغير ذلك من الصور البيانية والبديعية. ونذكر في هذا الكتاب مئات السطور لتوضيح هذه الحقيقة، ولكن بوسع المرء أن يبرهن على هذا؛ بالرجوع إلى مؤلفات أي شاعر إنجليزي تقريبا، وإلى نثر بعض الكتاب أمثال تشارلز لام، وجون روسكين؛ إذ تلمع صفحات ما كتبوه بأسماء شخصيات من الأساطير الإغريقية والرومانية.
كذلك نجد في الإعلان إشارات عديدة إلى الأساطير؛ فقد تسمى سيارة ما باسم ربة رومانية، وقد يوضع اسم عداء سريع على «رادياتير» سيارة. وقد يحمل نوع من مواد اللحام اسم عملاق قديم، أو يحمل قلم رصاص اسم ربة الحب الرشيقة، أو تسمى عملية معالجة إطارات السيارة باسم رب كير الحداد. ومن الممتع ملاحظة الكيفية التي يستخدم بها كتاب الإعلانات تلك القصص القديمة.
أضف إلى كل ما سبق أن صياغة الأساطير ما زالت تستهوي الكتاب المحدثين. فهم لا يؤمنون، كما فعل قدامى مؤلفي الأساطير بالقصص التي يروونها، ولكن يسرهم خلقها، كما يسر بها قراؤهم أيضا. فهذا جويل تشاندلر هاريس يضع الأساطير في فم شخصيته «العم ريموس». وهذا لورد دنساني يروي قصص آلهة بيجانا من تأليفه هو نفسه. وكل فرد يعرف بيتر بان الشهير للسير جيمس م. باري، ويذكرنا هذا الاسم برب الطبيعة الإغريقي بان.
بعض التعاريف
الأسطورة:
هي رواية أعمال إله أو كائن خارق ما. تقص حادثا تاريخيا خياليا، أو تشرح عادة أو معتقدا أو نظاما أو ظاهرة طبيعية (وبستر). وللأجناس أو الأمم أو القبائل أو الأماكن أساطيرها الخاصة.
الميثولوجيا:
هي نظام الأساطير كما يرويها جنس معين. كما يعني هذا اللفظ أيضا دراسة الأساطير بصفة عامة، أو علم الأساطير.
ناپیژندل شوی مخ