قال: «بل أنا من جند الروم، وكلنا جند واحد روما وأقباطا.»
فقال له مترجم كلام عمرو: «وما الذي جاء بك إلى هذا المكان؟»
قال: «خرجت من المدينة في حاجة فظفر بي رجالكم منفردا فأمسكوني، وليست هذه عادة الأبطال، ونحن نسمع أن العرب لا يغدرون.»
قال: «نعم إن العرب أصدق الناس عهودا، وأحفظهم لمقام الرجال ولكن حال الحرب تقضي بالقبض عليك، فأخبرنا بما عليه جندكم، ولا تخف شيئا فإنك أسير بين أيدينا ولا ينقذك إلا الصدق.»
قال: «ونحن لا نعرف غير الصدق شعارا، ولولا ذلك ما امتدت سطوتنا على الخافقين، وأنا لا أخاف من الموت إذا هددتموني به. أما جندنا فأبطال لا يهابون الموت ولا يخافون العدو.» فقال عمرو لوردان: «دعه يجلس.»
فقال: «لا حاجة بي إلى الجلوس، وما نحن ممن يمل الوقوف.»
فعجب عمرو لرباطة جأشه، وما يتجلى في وجهه من الشجاعة، وما ينبعث من حدقتيه من الذكاء، فقال له: «أنت من أفراد الجند أم أنت من كبارهم؟»
قال: «بل أنا من أفراد الجند، وأما قوادنا فستلقونهم في ساحة الحرب.»
فازداد عمرو إعجابا بشجاعته وأحبه. لأنه كان محبا للشجعان.
أما جلساء عمرو فاستنكفوا جرأته فقالوا لعمرو: «ألا أمرت بقتل هذا العلج، فإنه قد تجاوز الحد في جوابه؟»
ناپیژندل شوی مخ