واستمرت الضحكات تترى بلا انقطاع.
وقال عوف وهو يزيد النصف الضاحك من صوته: والنبي ان ما روحتي لقايم فاتح بطنك، ومطلع منه طعم.
وما عاد الحاضرون يتمالكون أنفسهم، ولا يعرفون إن كانوا يضحكون أو لا يضحكون.
وبينما هذا يحدث كان بعضهم يفكر فيه من ناحية أخرى، وتمنى أكثر من جالس أن يمد يده إلى محفظته الكالحة ويستخرجها، ثم يسقط في يد عوف ثمن الكيلة. ولكن كانت أمانيهم بصيرة، وأيديهم قصيرة، جد قصيرة.
وكان عوف هو الآخر يضحك بقلب، ويحلم بقلب آخر أن تمتد يد في حجره وتدفئ أصابعه بالثلاثين قرشا التي داخ عليها من المغرب. وبقيت أصابعه باردة في حجره.
وشخط عوف في المرأة قائلا: علي الطلاق إن ما روحتي ...
وعلى الفور نزلت المرأة، واستدارت عائدة بشبحها الأسود الطويل.
وقال عوف وقد سره ما أحدثته الشخطة، واستعاد لسانه الحاد: شايفين يا ولاد، والنبي رجل مراتي اليمين بتنفس.
واختلطت القهقهات بالأصوات، وسمعوا ضحكة تفلت من المرأة المبتعدة رغما عنها.
وكانوا قد تعبوا وما عادوا يستطيعون الضحك فسكتوا. وسكت الليل، وسكت كل شيء وأصبح لا صوت هناك إلا نقيق الضفادع، وتنهدات البعض والماء وهو يغلي في البراد ويفور.
ناپیژندل شوی مخ