126

ارخص شپې

أرخص ليالي

ژانرونه

وحين كانوا يسمعونه يشرق ويغرب ويقول كل ما عنده كانوا يهزون رءوسهم ويضحكون وهم يوافقون، ويحسون بفرحة وهم يوافقون، ويزدادون بكل حكاية من عوف إيمانا بأن حياتهم لا جديد فيها، ولا طريف، حتى الموت ما كان فيه جديد، وإنما كان عودة حزينة لحزن قديم، الناس تولد وتكبر، ثم تموت، والبقرة تدور في الساقية مغماة لا تدري أين تسير، وعيون الساقية تغترف الماء من باطن الأرض، وتمتلئ به، ثم تصبه العيون ليعود إلى الأرض وباطنها، لا جديد في حياتهم ولا طريف. •••

وفجأة سكت عوف عن كلامه، وسكت الناس لسكوته، وتحولوا ينظرون حيث ذهبت عيناه، ومن بعيد أقبل شبح أسود طويل عرفوا فيه امرأته وكلها سواد في سواد، حتى وجهها قد غطته، زيادة في الحياء، بشاشها الأسود الذي لا يخلو من ثقوب.

وكانت تمسك بمفتاح ضبة بابهم الخشبية وتتلاعب به.

ومن بعيد أيضا جاء صوتها رفيعا كقوامها، طويلا كطولها: عبد الرحمان.

وأرتج على عوف ومأمأ برأسه، ثم خفضها وهو ينحني حتى أصبحت بين فخذيه، وقال في همس مملوء بالخوف الذي يضحك: ولاد، أنا مش هنا.

وسمعوها تغمغم بكلام لم يسمعوه، ثم نادت بعد برهة بصوت يائس وقد نفد صبرها: يه، شوفوا الراجل يا خواتي وأنا لفيت عليه البلد حتة حتة، عبد الرحمان.

وأفلح البعض في كتم ضحكاته، ولم يفلح آخرون، ولعلها لمحته وهو منحن وقد قارب الأرض، فإنها صرخت قائلة: وطي كمان وطي، مانتاش مكسوف والنبي عليك، سايب الدار على الحميد المجيد، وجاي تنصب السامر بتاع كل ليلة، عبد الرحمان.

ولم يجد عوف بدا من الظهور فاعتدل شيئا فشيئا، وهو يقول لمن حوله هامسا: أهي قلبت بغم يا رجالة.

ورفع صوته جادا لا أثر للهزل فيه، وقال: روحي يا بت.

وتعالت الضحكات لجده وإمارته.

ناپیژندل شوی مخ