125

ارخص شپې

أرخص ليالي

ژانرونه

وأعادت ضحكاتهم الكثيرة كل ما جار عليه الزمن من إنسانيتهم وانتشوا وهم يحسون أنهم مثل الأفندية تماما، لهم قعدة ومجلس، وتحكى من أجل إيناسهم القصص.

وتعالت الأصوات تطلب من عوف المزيد، وقد هضموا كل ما فات.

وتمنع عوف أول الأمر ككل فنان، ثم انطلق يحكي عن أبيه وكيف كان لا عمل له إلا الصيد بالسنارة، وكيف كانوا يتعشون كل يوم سمكا.

ويحكي عن لسان أبيه وطوله، خاصة ساعة الطبلية، وما كان يتبادله هو وأبوه من قفشات حتى ينقلب عشاؤهم آخر الأمر إلى سامر يتجمع له الناس، ويتسمعون من وراء الباب، ثم يذهبون بعيدا ويضحكون.

والمرة التي طلعت لأبيه في السنارة فردة حذاء، والمرة التي رأي فيها الجنية وكاد يتزوجها.

ولا تفرغ قصص عوف.

وكانوا يحبون كلهم حكاية ذهابه إلى المولد وهو صغير، والثلاث ورقات والملحمة الكبيرة التي قامت ليلتها، واستوعبت كل ما في المولد من شماريخ وخيزرانات وحلاوة ورجال.

ولا يستكن لسان عوف.

كان يسخر من كل شيء، من الناس، ومن نفسه، ومن الحياة التي يحيونها.

كان قد لف مصر من أولها إلى آخرها، ودخل السينما، وشاهد المتاحف وقام بأنواع لا أول لها ولا آخر من الأعمال، وعاش في القاهرة، وعرف مخابئ الإسكندرية أيام الغارات، وتعلم هاو آريو من الجيش الإنجليزي حين كان فيه، وكان يدور دورته ويعود إلى القرية: «ألاقي أبوك الحجعلي لسه بيقول للفحلة، عاه يا بنت الأنيتة، وخالتك أم بركة لسه بتدور على فرن خابز تشحت منه رغيف، والعمدة لسه متنك على قرماية الخشب، وأبوك مخيمر واقف جنبه لابس حتة العباية اللي ما تساويش ثلاثة ابيض، ودي بنت مين اللي فايته يا مخيمر؟ يقوله دي بنت فلان يا عمدة اللي اجوزها علان، واللي طلقها تلتان، حاجة تفلق اللي ما ينفلقش، الدنيا تنشال وتنهبد وبلدنا ولا هي هنا، يا رب لا اعتراض ولا مانع، إنما أدنته شايف.»

ناپیژندل شوی مخ