116

ارخص شپې

أرخص ليالي

ژانرونه

غير أن عبده ذهب يوما إلى المستشفى، ولم يجلسوه أمام الثقب، وإنما نادوا عليه، وقالوا له: لا. - ليه؟ - أنيميا. - أنمية إيه؟ - فقر دم. - وماله؟ - ما ينفعشي. - وبعدين؟ - لما تقوى. - أنا قوي أهه، أهد الحيطة. - هبوط في القلب. - مالكوش دعوة. - تموت. - أنا راضي. - صحتك، الإنسانية. - ودي إنسانية يا جدعان؟! - مش ممكن. - يعني مافيش فايدة؟ - ولا عايدة.

وفي هذا اليوم نسوا فلم يطعموه.

ومن جديد أصبح عبده في حاجة إلى قرشين.

مظلوم

كان لنا صاحب اسمه عبد المجيد، وكنا لا نذكره إلا ونذكر الحشيش، فهو من رواده الأول القلائل، وله فيه صولات وجولات، وله معه تاريخ حافل طويل.

وكنا لا نراه إلا «مسطولا» ونكون واثقين حينئذ أن في جيبه بقية.

ومرت علينا أيام كان لا حديث لنا فيها إلا عن عبد المجيد ونوادره. كانت كل كلمة من كلماته نكتة، وكل رد من ردوده قفشة، وكان لا يجيء ذكره إلا ويحكي كل منا عشرات مما حدث له مع عبد المجيد، وعشرات مما حدث لعبد المجيد.

وكان عبد المجيد يعمل طبيبا في مستشفى كبير، والناس يعتقدون أن الطبيب لا بد أن يكون قصيرا، سمينا له كرش وعنق غليظ، وعلى عينيه نظارات، وفوق ملامحه بسمات طيبات.

ولكن عبد المجيد كان على عكس هذا، فهو طويل رفيع، نحيف، شاحب الوجنات.

ولا أريد الاسترسال في الحديث عن عبد المجيد، فالحديث عنه طويل، وسيرته كسيرة الحيات إذا وجدت لها بداية فلن تستطيع العثور لها أبدا على نهاية.

ناپیژندل شوی مخ