وسأل الذي عن يمينه: هم حياخدوا قد إيه؟
وأجاب الآخر وهو يغمغم وكأنما ينوي ليتوضأ: أنا عارف! بيقولوا نص لتر.
وانتهى الحديث.
ودقوا على ذراعه وهم يقولون: خلاص.
ومشى عبده وهو غير ثابت وسأل عن القرشين، وقالوا له: انتظر.
وانتظر.
ودفعوا له جنيها وفوقه ثلاثون قرشا، وخصموا الدمغة، وكانوا كراما فأفطروه.
وقبل أن يرجع إلى البيت مر على الجزار فأخذ رطل اللحمة، وفات على الخضري فاشترى البطاطس، ودق باب الحجرة وهو يبتسم.
وحين فتحت نفيسة ووجدته محملا ردت تحيته، وحملت عنه ما في يده وقد انتابتها خفة، وكادت - لولا الحياء - تقول إنها تحبه وتموت فيه.
وطبخت نفيسة، وشاعت رائحة «التقلية» في الحجرة، وتسربت إلى أرجاء البيت، وشمشم الجيران، وابتسم بعضهم، وتحسر آخرون وهم واجمون.
ناپیژندل شوی مخ