113

ارخص شپې

أرخص ليالي

ژانرونه

وخلال الأسبوع كان عبده لا يزال في حاجة إلى القرشين، ولا يزال غاديا رائحا يبحث، وأنصاف الأرغفة وأرباعها كادت تفرغ، بل فرغت. وفي الميعاد تماما كان أمام القسم، وفي العاشرة فتح الباب، وقالوا للذي قبله في الطابور: لا.

وحين تصلب الرجل في مكانه أزاحوه وهم يقولون: دمك فاسد.

وخفق قلب عبده.

ولكنه كف عن الخفقان حين قالوا له: أيوه.

ولما تثاقل في مكانه أزاحوه وهم يقولون: حناخد منك النهاردة.

وكاد عبده يركب رأسه، ويمضي في الطابور مهللا مقهقها كما كان يفعل في عز شبابه، ولكنه كان جائعا، ففرح على مضض وانتظر.

وبعد قليل نادوا عليه، وأدخلوا ذراعه في ثقب لا يسع إلا ذراعه، وخاف عبده، ولكنه اطمأن حين وجد على يمينه واحدا وعلى شماله آخر. وأحس بذراعه كلها يغمرها شيء بارد، وكأنها وضعت في لوح من الثلج. واندست فيها بعد برهة مسلة، وتأوه، ثم لم يعد شيء يضنيه فسكت، وأتاح له سكوته أن يتفرج على المكان، وأن يرفع رأسه ويشب ويختلس النظرات خلال الزجاج الفاصل، فيلمح فتيات كالورد يرحن ويجئن في صمت وليس لهن ضب امرأته، ولا ثوبها الأسود، وأدرك عبده بعد برهة أنهم ليسوا كلهم فتيات، وإنما بينهن بعض الرجال، ولكن وجوههم هي الأخرى كانت بيضاء كالقطن المندوف ولامعة كالحرير. وراح عبده يحسد ذراعه والرجال الذين في الداخل، ويتمنى أن تطول ذراعه وتطول حتى تصل أصابعه إلى قناع واحدة من الفتيات فيشده، ويقرص وجهها الحلو.

واستمر عبده يشب ويتأمل الوجوه المقنعة، ويخلط بين الرجال والفتيات، حتى بدأ الزجاج الفاصل يضيء وينطفئ أمام عينيه، والوجوه الحلوة تغطيها الأقنعة، ثم تنحسر عنها.

وأحس أنه تعب.

وشعر بذراعه تبرد، ثم شعر بها تسخن وتبرد.

ناپیژندل شوی مخ