ارسټوکراسي: لنډه مقدمه
الأرستقراطية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
إن الأرستقراطيين هم نخبة بالوراثة؛ فهم يرثون امتيازهم عبر الأجيال، ويرثون الدماء النبيلة من أجدادهم. عادة ما تظهر مصطلحات - مثل السلالة والأصل وحتى العرق - في المناقشات النظرية التي تدور حول طبيعة طبقة النبلاء في العصر الحالي أو في الماضي. لم تكن النبالة الشخصية أمرا مجهولا؛ فقد ظهر في لائحة رتب موظفي الدولة التي ظهرت في روسيا على يد بطرس الأكبر عام 1722م، أو في الترتيب الهرمي للألقاب المماثل، إلى حد ما، لذلك الذي وضعه نابليون في إمبراطوريته عام 1808م. إلا أن هذين الابتكارين قد انتشرا نتيجة الافتراض بأن التميز الوراثي ما زال النموذج الأمثل المرغوب فيه أكثر من غيره، وكان منح رتبة النبالة بصفة شخصية مجرد محطة وسيطة على الطريق نحو الوراثة الكاملة، كما كان الحال في فرنسا في الفترة السابقة على الثورة؛ حيث كانت معظم المناصب التي تخول الحصول على لقب نبالة تقتضي الاشتغال بها لثلاثة أجيال متعاقبة من أجل منح لقب نبالة يمكن توريثه. كان نظام النبالة مدى الحياة، الذي ظهر في بريطانيا العظمى منذ عام 1958م، في فترة اضمحلال مجلس اللوردات، الوحيد الذي لم يحمل أي افتراض قط يتعلق بالتوريث. ثم أدخل قانون عام 1963م مبدأ آخر جديدا يتمثل في أن النبلاء بالوراثة باستطاعتهم الآن التخلي عن ألقابهم. بطبيعة الحال، نظرا لأن النبالة كانت صفة تورث جينيا، فلم يكن من الممكن التنازل عنها؛ فكان لأولاد النبلاء الحق في الحصول على مكانة والدهم، شريطة أن يكونوا أطفالا شرعيين. وقد كان الملوك في أغلب الأحيان يمنحون هذه المكانة لأطفالهم غير الشرعيين، لكن لم يزد قدر ما يتمتع به هؤلاء النبلاء غير الشرعيين من حقوق في الميراث من جهة والدهم عما يتمتع به الأبناء غير الشرعيين من عامة الشعب، رغم أن النبلاء كانوا دوما في مكانة تسمح لهم بطلب إعفاءات خاصة.
مع هذا في ظروف معينة يمكن فقدان النبالة؛ فقد يفقد الرجل النبيل الذي يدان بالخيانة رتبته أو على الأقل الممتلكات التي تدعم امتلاكه لها. وكان الأكثر شيوعا احتمال فقدان هذه المكانة في حال مشاركة حاملها في أنشطة تعتبر متعارضة مع النبالة؛ ففي فرنسا، كان يعرف هذا باسم الانتقاص من القدر، وكان يحدث إذا مارس الرجل النبيل عملا يدويا أو تجارة التجزئة. فقد كان الشعار المطبق أن اليد التي تحمل السيف لا يمكنها أن تمسك أيضا بالنقود، أو كما جاء في أطروحة ظهرت في أوائل القرن السابع عشر: «إنه مكسب حقير ودنيء ينتقص من نبالة المرء. إن نمط الحياة المناسب هو أن يحيا المنتمي لطبقة النبلاء اعتمادا على ما يحصل عليه من إيجارات، أو على الأقل ألا يبيع مجهوده أو عمله.» نادرا ما كانت تنتهك القوانين التي تقدس هذا المبدأ؛ فقد كانت تدعمها تحيزات قوية ضد الوظائف المهينة استمرت لفترة طويلة بعد انتهاء الحظر الرسمي في أواخر القرن الثامن عشر.
شكل 1-2: أحد النبلاء الكبار مع عائلته: فيليب هيربرت، إيرل بيمبروك الرابع، رسمها فان ديك، ويلتون هاوس، ويلتشر.
شكل 1-3: مالك أراض هرم يتودد لعروس شابة باستخدام شجرة عائلته: مشهد من لوحات «زواج عصري» لويليام هوجارت.
رغم أن التوريث كان أمرا محوريا في النموذج الأرستقراطي، فإنه كان يتخذ أشكالا عديدة متنوعة من حيث التطبيق. في أغلب الأحيان كان التوريث يحدث من جانب الأب؛ فتنتقل النبالة من جهة الذكور وليس الإناث. مرة أخرى ربما تحصل العائلات ذات الشأن على إعفاءات خاصة، لكن بينما يولد أبناء الرجل النبيل المتزوج من امرأة غير نبيلة نبلاء، فإن أبناء المرأة النبيلة التي تتزوج برجل من العامة يرثون مكانة الأب. وفي معظم الحالات يحمل جميع الأبناء الشرعيين للأب النبيل هذه المكانة بالتساوي عند ميلادهم. ظهرت أشهر الاستثناءات في ممالك بريطانيا العظمى الثلاث؛ حيث لا ينتمي إلى مكانة النبلاء إلا نبلاء الأصل، ولا يرث المكانة إلا الابن الأكبر، أو الأخ الأصغر في حالة وفاة صاحب المكانة دون إنجاب أبناء («الوريث وبديله»). قانونا، يصبح جميع الأبناء الآخرين ضمن عامة الشعب، ولا يرثون شيئا إلا الحق في ارتداء شعار النبالة الخاص بالعائلة. مع هذا في الحياة الواقعية كانت الطبقات الأرستقراطية البريطانية دائما لا تقتصر على النبلاء فحسب؛ فقد كانت رتبة البارونيت - وهي طبقة من الأعيان تتوافر بأعداد أكبر ويتمتع أصحابها بنبالة المولد، ويمكن انتقال ألقابها من جيل إلى جيل بنفس شروط رتبة النبلاء - دوما المكافئ الواضح لنبلاء القارة الأوروبية الأقل مكانة. في جولته الكبرى في أوروبا عام 1764م، قال جيمس بوزويل الذي اشتهر فيما بعد بأنه كاتب سيرة صمويل جونسون لكنه في هذا الوقت لم يكن إلا مجرد ابن قاض ومالك أراض اسكتلندي: «أعتقد أن من المناسب أن أحصل على لقب بارون في ألمانيا؛ نظرا لأن لدي الحق في الحصول عليه تماما كأي فرد في طبقة الأعيان أراه من حولي.» مع هذا كان نظام البكورة البريطاني يدفع بعناد الإخوة الأصغر سنا خارج النخبة الأرستقراطية على جميع المستويات؛ مما دفعهم للتنافس - وهو ما لم يحتج إلى فعله أبناء النبلاء في القارة الأوروبية - من أجل الحفاظ على المجد الذي حظي به أجدادهم المشهورون. لكن كان الأمل الوحيد أمامهم من أجل استعادة مكانة أجدادهم هو أن يبدءوا في تأسيس سلالة جديدة. وربما يكون المثال الأبرز على هذا دوق ولينجتون - وهو الابن الأصغر لإيرل - الذي حصل على رتبة نبيل بنفسه فقط عن طريق أفعاله النبيلة في أرض المعركة.
يكفي وجود سلف ذكر واحد من أجل تأسيس سلالة نبيلة، ولا يمكن القضاء عليها إلا من خلال وفاة ذريته من الذكور المباشرين كلهم. مع هذا لا تكون جميع السلالات أصيلة؛ فتتمتع العائلات التي كان أول سلف معروف لها يحظى بمكانة النبيل، بنبالة بالغة القدم، عفا عليها الزمن. تبدأ جميع السلالات الأخرى - لكن من وقت بعيد - بشخص لم يولد نبيلا، بل حصل على هذه المكانة في فترة حياته؛ وعليه، فإن رفعة مكانة السلالة تعكس امتداد نسبها وعدد الأجيال النبيلة فيها. وأحد المعايير الأخرى الأساسية في ألمانيا ، رغم أنه مستحب فقط في الأماكن الأخرى، هو عدد الأسلاف النبلاء من جهة الأم تماما مثل جهة الأب. من الخارج قد تبدو الطبقات الأرستقراطية متسقة وموحدة في تفردها، لكن لا توجد أي مساواة في ترتيباتها الداخلية. (4) التسلسل الهرمي
جوهر الأرستقراطية هو عدم المساواة؛ فهي تقوم على افتراض أن بعض الناس فطريا أفضل من معظم الناس الآخرين. لكن حتى إن كان النبلاء أفضل من عامة الشعب، فإن ثمة تمايزا عميقا بين النبلاء أنفسهم. وكذا لم يكن احتقار أي نبيل لأسلاف أكثر حداثة من أسلافه مجرد فخر لعائلته، دون وجود تبعات مادية؛ فقد حصر كثير من المؤسسات المرموقة، مثل المحاكم أو الكنائس أو الأديرة أو طبقات الفرسان أو كتائب الجيش أو المدارس، الملتحقين بها في النبلاء الذين يتمتعون بحد أدنى معين لطول السلالة. كذلك قد يفرض طول السلالة أفضلية عامة، خاصة بين النبلاء الذين ليست لديهم ألقاب تميزهم. كانت روسيا حالة متطرفة؛ حيث كانت الألقاب فيها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر غير معروفة تقريبا، لكن اعتمد تبوؤ أي منصب على ما يعرف باسم نظام «مستنيتشستفو»، وهو نظام بمقتضاه لا يمكن لأي شخص عمل أحد أجداده في مستوى أدنى أن يتخطى رتبة أي شخص آخر. لقد كان هذا النظام وصفة للتعجيز، وألغي في عام 1682م. مع هذا، بعد مرور 40 عاما فقط، أسس تسلسل جديد من الرتب والألقاب.
بخلاف الاعتقاد السائد، في تاريخ الأرستقراطية كانت الألقاب أمرا نادرا نسبيا، وظهرت في وقت متأخر نسبيا؛ فالألقاب التي منحها آخر أباطرة الرومان لم تبعث في الغرب لعدة قرون عقب انهيار الإمبراطورية الرومانية، رغم أنها بقيت في الإمبراطورية المتقلصة التي تحكمها القسطنطينية. وفي أوائل العصور الوسطى في الغرب كانت ألقاب الدوق والكونت تنسب في أغلب الأحيان لأصحاب الدماء الملكية ذوي النفوذ. ولم يبدأ تسلسل هرمي في الألقاب يفرض نفسه إلا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، مع ظهور من يحملون لقب دوق غير ملكي. كان الهدف من ذلك أن تفوق رتبة هؤلاء أصحاب الألقاب المعترف بها الموجودة بالفعل، مثل الكونت أو (نظيره الإنجليزي) الإيرل، التي كانت تعبر عن سمو في المكانة يكون مدعوما بوجه عام بقدر أكبر من الثروة. بحلول القرن الخامس عشر كانت التسلسلات الهرمية للألقاب الوراثية تظهر في جميع أنحاء أوروبا الغربية؛ حيث كان الملوك يكافئون ولاء رعاياهم ذوي النفوذ عن طريق تحديد درجة أهميتهم بعناية. ظهر في هذا الوقت لقب المركيز بين رتبة الدوق والكونت، في حين ظهرت رتبة الفيكونت بين رتبة الكونت ورتبة البارون المتواضعة نسبيا. كانت الأمور معقدة كثيرا في ألمانيا؛ حيث ظلت الإمبراطورية الرومانية المقدسة لألف عام أعلى مستوى من السلطة حتى تفككها عام 1806م. لقد كانت مصدر شرعية النبلاء الملكيين مرتفعي الشأن، الذين كان بعضهم فعليا من الأمراء ذوي السيادة المؤثرين الذين يتمتعون بحق التصويت في انتخاب الإمبراطور، ويحكمون أراضي شاسعة بأنفسهم، بالإضافة إلى من يطلق عليهم الفرسان الإمبراطوريون الأحرار الذين لا يملكون مخصصات من الأراضي، لكن عادة تكون لديهم ضيعات خاصة واسعة. في الوقت نفسه، تزعم الأمراء الألمان المستقلون، مثل ناخبي براندنبورج (الذين أصبحوا فيما بعد ملوك بروسيا)، طبقة نبلاء خاصة بهم، أقل في المكانة من النبلاء الملكيين، لكنها كانت في بعض الأحيان أغنى منها. في معظم طبقات النبلاء كانت الألقاب تنتقل إلى الذرية من الذكور، وكانت تربط بمنح معينة من الأراضي أو ألقاب اللوردات، التي كانت تنتقل ومعها اللقب. لم يكن اللقب منفصلا عن الأراضي والصلاحيات إلا في الممالك البريطانية. كذلك في أواخر العصور الوسطى بدأت طبقات الأشراف تتشكل، وهي مجموعات متفردة من الأشخاص ذوي السلطة يتمتعون بامتيازات خاصة لا يشاركهم فيها أحد من حملة الألقاب الأخرى (إلا في بريطانيا العظمى): «أدواق ونبلاء» فرنسا، ونبلاء إسبانيا، وبارونات نابولي وصقلية.
لكن ببساطة لأن الألقاب استمدت في البداية من التراكمات الكبيرة للثروة، فإن الغالبية العظمى من النبلاء لم يتسن لهم قط مجرد الطموح إليها؛ فلم يكن اللقب المرموق يتعلق بالضرورة بطول السلالة. وقد وجد الكثير من النبلاء الشباب قليلي الثراء عزاءهم في السخرية من السلالات الحديثة والمعيبة لجيرانهم من حاملي الألقاب . في الوقت نفسه لم يسع هؤلاء إلى الترويج لوضعهم بكثير من التنميق. كانت توجد رتب الفروسية العادية، وهي ألقاب تمنح بصرامة طوال الحياة، لكنها تمنح بوجه عام للرجال النبلاء فقط. كان لقب «إسكواير» (بمعنى «حامل الدرع») يستخدم على نطاق واسع للمطالبة بالحصول على لقب النبالة أو للإشارة إلى أن «هذا الرجل لديه شعار نبالة». وفي أوروبا (وبقدر ما في اسكتلندا) كانت العلامة الأكثر تميزا هي استخدام حرف جر كعلامة دالة قبل الاسم الأخير، مثل «دو» بالفرنسية أو «فون» بالألمانية أو «أوف» بالإنجليزية؛ التي تعني جميعها «صاحب»، وتشير إلى السيادة على ممتلكات نبيلة. بدأت كثير من أشكال المخاطبة (مثل سير ومسيو وهير وسنيور) تظهر بوصفها مفردات تشير إلى الاحترام لأصحاب المكانة الاجتماعية الرفيعة.
من ثم، داخل رتب معظم الطبقات الأرستقراطية كانت الفروق في التسلسل الهرمي بين أعضائها تقريبا بنفس درجة أهمية ما يميز هذه الطبقات عن باقي أفراد المجتمع. لكن لم تقبل جميع التسلسلات الهرمية الرسمية (على عكس الاختلافات في درجة الثراء) دون مقاومة؛ ففي المدن الجمهورية الإيطالية، وبين نبلاء بولندا، الذين يمثلون أكبر عدد من النبلاء في أوروبا، كان ثمة دفاع شديد عن المساواة بين جميع النبلاء؛ فقد كانت الألقاب التي ظهرت في الكومنولث البولندي من أصل أجنبي، وأصبحت معترفا بها بدافع الكياسة لا لأنه منصوص عليها في القانون. وتطلب فرض التسلسلات الهرمية في الألقاب في المجر وروسيا وبروسيا إجراءات حازمة من حكام صارمين في القرون الأولى من العصر الحديث. إلا أن الملوك كانوا يعلمون أن التسلسل الهرمي هو نظام للسيطرة، تماما مثل الشبكة الواسعة من الامتيازات التي تنافس النبلاء للمشاركة فيها. (5) الامتيازات
ناپیژندل شوی مخ