متى كان الحكم كليا على كلى بأن له شيئا موجودا أو غير موجود، كان الحكمان متضادين. وأعنى بقولى حكما كليا على معنى كلى مثل قولك: «كل إنسان أبيض» وقولك: «ولا إنسان واحدا أبيض». — ومتى كان الحكم على معنى كلى ولم يكن هو كليا لم يكن الحكمان فى أنفسهما متضادين، غير أن المعنيين اللذين يستدل عليهما بهما قد يمكن أحيانا أن يكونا متضادين. وأعنى بقولى: «الحكم غير الكلى على المعنى الكلى» مثل قولك: «الإنسان هو أبيض»، «الإنسان ليس هو أبيض». فإن قولنا «إنسان»، وإن كان كليا، غير أن الحكم عليه لم يستعمل كليا. وذلك أن: «كل» تدل على أن الحكم كلى، لا المعنى متى كان كليا. — وأما فى المحمول فإن حمل الكلى كليا ليس بحق، وذلك أنه ليس يكون إيجابا 〈حقا ذلك الذى يحمل فيه الكلى على محمول كلى〉: مثال ذلك قولك: كل إنسان هو كل حيوان.
فأقول الآن إن الإيجاب والسلب يكونان متقابلين على طريق «التناقض» متى كان يدل فى الشىء الواحد بعينه أن الكلى ليس بكلى.
ومثال ذلك:
كل إنسان أبيض. — ليس كل إنسان أبيض.
ولا إنسان واحدا أبيض. — قد يكون إنسان واحد أبيض.
ويكونان متقابلين على طريق «التضاد» متى كان فيهما الإيجاب الكلى والسلب الكلى. ومثال ذلك:
كل إنسان أبيض. — ولا إنسان واحدا أبيض.
〈كل إنسان عادل. — لا إنسان عادل〉.
مخ ۶۷