شيخ ابن إسحاق لم أر له ترجمة (^١)، وابن إسحاق كما تقدم في حديث فَضالة أنه قال الذهبي: "ما انفرد به ففيه نكارة، فإنّ في حفظه شيئًا" (^٢).
١ - [ص ٥٣] ولا نعلم أحدًا تابعه في هذا الأثر، ولا ثمَّة قرينة تدل على حفظه، ينجبر بها تفرُّده، ففي الأثر نكارة.
٢ - بل على القول بأنه يفهم منه رفع القبر فوق الشبر شذوذٌ، إذ المعروف المشهور أن القبور لم تكن تُرفع في ذلك العصر.
٣ - بل نفس قبر عثمان بن مظعون، ورد أن النبي ﵌ [وضع] حجرًا، وقال: "أُعَلِّم به قبر أخي" (^٣)، وأسلفنا أن ذلك يدل أنه لم يرفع عن وجه الأرض.
٤ - ومع ذلك فيبعد جدًّا أن يخرج الشباب من أولاد الصحابة يتواثبون على قبر رجل من أفاضل السابقين، بحيث إنه لا يجاوز القبر إلا أشدهم وَثْبة، وغالبهم تقع وثبته على القبر، مع أن بجواره من قبور أبناء رسول الله ﵌ قبر إبراهيم، وغيره.
نعم، قد كان بعض الصحابة والتابعين ــ ومنهم خارجة ــ لا يرون بأسًا بالجلوس على القبور، ولكن أين الجلوس من التوثُّب، وقد كان أبناء الصحابة ﵃ بغاية التمسّك بالآداب الشرعية، ولاسيما مثل خارجة بن زيد.