څلوېښت حدیثونه
الاربعون حديثا
ژانرونه
الاربعون حديثا :91
وقد يظهر الكبر على اللسان بتبيان المفاخرة والمباهاة وتزكية الذات . فهذا العابد ، وهو في مقام التفاخر ، يقول : انني قمت بكذا عمل . فينتقص بهذا من الآخرين عن طريق اخفاء الاهمية على اعماله . واحيانا لا يصرح بذلك ، ولكنه قد يتفوه بما يوحي بانه يزكي ذاته . والعالم يقول للآخرين : ما ادراك انت ؟ انني طالعت الكتاب الفلاني مرات عديدة ، وامضيت سنوات لدى المجامع العلمية ، ورايت عددا من اساطين العلم واساتذته ، لقد اجهدت نفسي كثيرا ، صنفت والفت الكتب الكثيرة ، وما الى ذلك . وعلى كل حال ، ينبغي ان نتعوذ بالله من شر النفس ومكائدها .
فصل:في مفاسد الكبر
اعلم ان لهذه الصفة القبيحة بحد ذاتها مفاسد كثيرة ، وهذه المفاسد تتمخض عنها مفاسد اخرى كثيرة . ان هذه الرذيلة تحول دون وصول الانسان الى الكمالات الظاهرية والباطنية ولا الى الحظوظ الدنيوية والاخروية . انها تبعث في النفوس الحقد والعداوة ، وتحط من قدر الانسان في اعين الخلق وتجعله تافها ، وتحمل الناس على ان يعاملوه بالمثل تحقيرا له واستهانة به .
جاء في «الكافي» عن الامام الصادق عليه السلام انه قال :
«ما من عبد الا وفي راسه حكمة وملك يمسكها ، فاذا تكبر قال له : اتضع وضعك الله ، فلا يزال اعظم الناس في نفسه واصغر الناس في اعين الناس . واذا تواضع رفعه الله عز وجل . ثم قال : انتعش نعشك الله ، فلا يزال اصغر الناس في نفسه وارفع الناس في اعين الناس» (1) .
فيا ايها العزيز ما يحتوي عليه راسك من الدماغ ، تحتويه رؤوس الآخرين ايضا ، اذا كنت متواضعا ، احترمك الناس قهرا واعتبروك كبيرا ، واذا تكبرت على الناس لم تنل منهم شيئا من الاحترام . بل اذا استطاعوا ان يذلوك لاذلوك ولم يكترثوا بك . وان لم يستطيعوا من اذلالك ، لكنت وضيعا في قلوبهم ، وذليلا في اعينهم ، ولا مقام لك عندهم . افتح قلوب الناس بالتواضع فاذا اقبلت عليك القلوب ظهرت آثارها عليك وان ادبرت تكون آثارها على خلاف رغباتك .
فاذا فرضنا انك كنت من المبتغين للاحترام والمقام الرفيع ، لكان اللازم عليك ان تسلك الطريق الذي يفضي بك الى الاحترام والسمو ، وهو مجاراة الناس والتواضع لهم . ان التكبر ينتج ما هو على خلاف طلبك وقصدك . انك لا تكسب من وراء التكبر ، نتيجة دنيوية مجدية ، الاربعون حديثا :92
مخ ۹۱