الاربعون حديثا :69
الشرح :(1)
العجب ، انه عبارة حسب ما ذكره العلماء رضوان الله عليهم عن : «تعظيم العمل الصالح واستكثاره والسرور والابتهاج به ، والتغنج والدلال بواسطته ، واعتبار الانسان نفسه غير مقصر» . واما السرور بالعمل مع التواضع والخضوع لله تعالى وشكره على هذا التوفيق وطلب المزيد منه ، فانه ليس بعجب وهو امر ممدوح . ينقل المحدث العظيم مولانا العلامة المجلسي طاب ثراه ، عن المحقق الخبير والعالم الكبير الشيخ الاجل بهاء الدين العاملي رضوان الله عليه (2) انه قال : «لا ريب في ان من عمل اعمالا صالحة من صيام الايام ، وقيام الليالي ، وامثال ذلك يحصل لنفسه ابتهاج . فان كان من حيث كونها عطية من الله له ، ونعمة منه تعالى عليه ، وكان مع ذلك خائفا من نقصها ، شفيقا من زوالها ، طالبا من الله الازدياد منها ، لم يكن ذلك الابتهاج عجبا . وان كان من حيث كونها صفته وقائمة به ومضافة اليه ، فاستعظمها وركن اليها ، وراى نفسه خارجا عن حد التقصير ، وصار كانه يمن على الله سبحانه بسببها فذلك هو العجب» .
اقول ، وانا الفقير : تفسير العجب بالصورة التي ذكروها صحيح ، ولكن يجب اعتبار العمل اعم من العمل الباطني والظاهري ، القلبي والشكلي ، وكذلك اعم من العمل القبيح والعمل الحسن . وذلك لان العجب مثلما يدخل على اعمال الجوارح ، يدخل ايضا على اعمال الجوانح فيفسدها ، وكما ان صاحب الفضيلة الحسنة يعجب بخصاله ، كذلك يكون ذو الاربعون حديثا :70
مخ ۶۹