العلاج ، واعثر على الدواء لازالة تلك الاخلاق الفاسدة والقبيحة ، وتلمس سبيلا لالطفاء نائرة الشهوة والغضب ...
وافضل علاج لدفع هذه المفاسد الاخلاقية ، هو ما ذكره علماء الاخلاق واهل السلوك ، وهو ان تاخذ كل واحدة من الملكات القبيحة التي تراها في نفسك ، وتنهض بعزم على مخالفة النفس الى امد ، وتعمل عكس ما ترجوه وتتطلبه منك تلك الملكة الرذيلة .
وعلى اي حال ؛ اطلب التوفيق من الله تعالى لاعانتك في هذا الجهاد ، ولا شك في ان هذا الخلق القبيح ، سيزول بعد فترة وجيزة ، ويفر الشيطان وجنوده من هذا الخندق ، وتحل محلهم الجنود الرحمانية .
فمثلا من الاخلاق الذميمة التي تسبب هلاك الانسان ، وتوجب ضغطة القبر ، وتعذب الانسان في كلا الدارين ، سوء الخلق مع اهل الدار والجيران او الزملاء في العمل او اهل السوق والمحلة ، وهو وليد الغضب والشهوة . فاذا كان الانسان المجاهد يفكر في السمو والترفع ، عليه عندما يعترضه امر غير مرغوب فيه حيث تتوهج فيه نار الغضب لتحرق الباطن ، وتدعوه الى الفحش والسيئ من القول عليه ان يعمل بخلاف النفس ، وان يتذكر سوء عاقبة هذا الخلق ونتيجته القبيحة ، ويبدي بالمقابل مرونة ويلعن الشيطان في الباطن ويستعيذ بالله منه .
اني اتعهد لك بانك لو قمت بذلك السلوك ، وكررته عدة مرات ، فان الخلق السيئ سيتغير كليا ، وسيحل الخلق الحسن في عالمك الباطن ، ولكنك اذا عملت وفق هوى النفس ، فمن الممكن ان يبيدك في هذا العالم نفسه ، واعوذ بالله تعالى من الغضب الذي يهلك الانسان في آن واحد في كلا الدارين فقد يؤدي ذلك الغضب لا سمح الله الى قتل النفس . ومن الممكن ان يتجرا الانسان في حالة الغضب على النواميس الالهية ، كما راينا ان بعض الناس قد اصبحوا من جراء الغضب مرتدين . وقد قال الحكماء : «ان السفينة تتعرض لامواج البحر العاتية وهي بدون قبطان ، لهي اقرب الى النجاة من الانسان وهو في حالة الغضب» .
او اذا كنت لا سمح الله من اهل الجدل والمراء في المناقشات العلمية كبعضنا نحن الطلبة ، المبتلين بهذه السريرة القبيحة ، فاعمل فترة بخلاف النفس ، فاذا دخلت في نقاش مع احد الاشخاص في مجلس ما ، ورايت انه يقول الحق فاعترف بخطاك وصدق قول المقابل ، والمامول ان تزول هذه الرذيلة في زمن قصير .
ولا سمح الله ان ينطبق علينا قول بعض اهل العلم ومدعي المكاشفة ، حيث يقول : «لقد كشف لي خلال احدى المكاشفات ان تخاصم اهل النار الذي يخبر عنه الله تعالى ، هو الجدل الاربعون حديثا :41
مخ ۴۰