«ولسوف يعطيك ربك فترضى» (1) والتي قالوا أنها «أرجى آية في القرآن» (2) . ويمكن أن يكون المقصود من قوله «ما تقدم من ذنبك» بناءا على هذا التفسير ذنوب الأمم السابقة ، لأن جميع الأمم ، أمة هذا الوجود المقدس ، وأن دعوة الانبياء بأسرهم دعوة الى الشريعة الخاتمة ، ومظاهر للولي المطلق وآدم ومن دونه من أوراق شجرة الولاية .
ثانيهما ما ذكره السيد المرتضى قدس الله روحه ان الذنب مصدر والمصدر يجوز اضافته الى الفاعل والمفعول معا ، فيكون هنا مضافا الى المفعول . والمراد ما تقدم من ذنبهم اليك في منعهم إياك عن مكة وصدهم لك عن المسجد الحرام (3) .
ومعنى المغفرة على هذا التأويل الإزالة والنسخ لإحكام أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المشركين أي يزيل الله سبحانه ذلك عند فتح مكة ويستر عليك ذلك العار بفتح مكة وأنك ستدخل مكة في القريب العاجل ولهذا جعل المغفرة غرضا من الفتح ووجها له (4) .
قال السيد رحمه الله فاذا أراد مغفرة ذنوبه لم يكن لقوله «إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك» معنى معقولا ، لأن المغفرة للذنوب لا تعلق لها بالفتح وليس غرضا فيه . فأما قوله «ما تقدم من ذنبك وما تأخر» فلا يمتنع أن يريد بهما تقدم زمانه من فعلهم القبيح بك وبقومك (5) .
الثالث أن معناه : (لو كان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه لك) . هكذا والقضية الشرطية لا تستلزم صدق طرفيها وتحققها .
الرابع أنه سمى ترك الندب ذنبا وحسن ذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم ممن لا يخالف الأوامر إلا هذا الضرب من الخلاف ولعظم منزلته وقدره جاز أن يسمى بالذنب منه فإذا وقع من غيره لم يسم ذنبا (6) .
الخامس أن القول خرج مخرج تعظيم وحسن الخطاب كما تقول غفر الله لك .
قال المجلسي : «وقد روى الصدوق في العيون بإسناده عن علي بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون : يا ابن رسول الله أليس من قولك الاربعون حديثا :316
مخ ۳۱۵