296

څلوېښت حدیثونه

الاربعون حديثا

ژانرونه

على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم احسن عملا» (1) .

قال المحقق المجلسي قدس الله سره تدل هذه الآية الشريفة على ان الموت امر وجودي . والمراد منه إما الموت الطارئ على الحياة ، او العدم الاصلي . انتهى .

إن دلالة الآية الشريفة على ان الموت أمر وجودي تتوقف على تعلق الخلق والتكوين بالموت ، بالذات ، وأما إذا كان التعلق بالعرض فلا تصح تلك الدلالة ، كما يصرح بذلك المحققون . وعلى فرض دلالتها ، فلا وجه لجعل الموت في الآية الشريفة عدما أصليا لأن اعتبار العدمي الاصلي ، وجوديا من الجمع بين النقيضين . مع أنه في نفسه لا يصح تفسير الموت بالعدم الاصلي .

وملخص القول : ان مقتضى التحقيق هو أن الموت عبارة عن الانتقال عن النشأة الظاهرية الملكية الدنيا إلى النشأة الباطنية الملكوتية . أو أن الموت عبارة عن الحياة الثانية الملكوتية بعد الحياة الاولى الملكية الدنيوية . وعلى كل تقدير يكون الموت امرا وجوديا بل هوأتم من الوجود الملكي ، لأن الحياة الملكية الدنيوية مشوبة بالمواد الطبيعية الميتة التي تكون حياتها عرضية وزائلة . في حين أن الحياة الذاتية الملكوتية التي تحصل هناك تبعث على استقلالية للنفوس ، وتكون تلك الدار ، دار حياة ومن لوازم الحياة . وأن الأبدان المثالية البرزخية قائمة بالنفوس قياما صدوريا مثل قيام المعلول بالعلة كما هو مقرر في محله المناسب .

وبالجملة ان الحياة الملكوتية التي يعبر عنها بالموت حتى لا يكون ثقيلا على السمع متعلق للجعل والتكوين وتحت قدرة الذات المقدس .

وقد تقدم منا معنى الاختبار والامتحان وكيفية نسبته الى الحق المتعال جل جلاله عند شرح بعض الاحاديث ، على نحو لا يستلزم الجهل على الذات المقدس ، ومن دون حاجة الى تكلف وتأويل . ولا بد من الاشارة اليه بصورة مجملة ، هي :

ان نفس الانسان في بدء فطرتها وخلقتها تتمتع بالاستعداد المحض والقابلية الصرفة ، وهي خالية عن كل فعلية من ناحية السعادة والشقاء ، وبعد حصول الحركات الطبيعية الجوهرية ، والافعال الاختيارية تتحول الاستعدادات الى الفعلية وتنجم التشخصات والتميزات .

فانفراد السعيد عن الشقي والغث عن السمين ، يحصل في هذه الحياة الملكية . والهدف من تكون الحياة الملكية هو تمحيص النفوس والتفرقة بين السعيد منها والشقي . وعليه تتضح الغاية المنشودة من وراء اختبار الناس .

مخ ۳۰۰