287

څلوېښت حدیثونه

الاربعون حديثا

ژانرونه

الانسان ، ترك آثارا في النفس ، منها الضغينة والعداوة تجاه المستغاب التي تزداد شيئا فشيئا فعندما يدنو منه الاجل ، وتنكشف عنه حجب الملكوت ، ويرى المقامات الشامخة للذين اغتابهم وتعظيم الحق سبحانه لهم ، قد تحصل عنده الكراهية للحق ، لأن الانسان يعادي ، المحب لعدوه ، ويبغض المحب لمبغوضه ، فيخرج من الدنيا وهو كاره للحق والملائكة ويمنى بالخذلان الابدي والشقاء الدائم .

عزيزي تصادق مع عباد الله الذين تشملهم رحمة الله ونعمه ، ويتزينون بالاسلام والايمان واحببهم في قلبك . وإياك ان تعادي محبوب الحق ، لأنه سبحانه يعادي ، اعداء احباءه وسوف يبعدك عن ساحة رحمته . ان عباد الله المخلصين مجهولون بين سائر عباده ، ومن الممكن ان يعود عداءك لمؤمن وهتكك حرمته وكشفك عورته ، الى هتك حرمة الله تعالى ومعاداته ! .

ان المؤمنين اولياء الحق ، والتحاب معهم ، تحاب مع الحق ، والتخاصم معهم تخاصم مع الحق . اياك وإثارة غضب الحق سبحانه ، ومعاداة شفعاء يوم القيامة «ويل لمن شفعاؤه خصماؤه» . فكر قليلا في النتائج الدنيوية والاخروية لهذه المعصية ، وتأمل يسيرا في تلك الصور صور تجسد الاعمال الموحشة المدهشة التي يبتلى بها الانسان في القبر والبرزخ ويوم القيامة . وراجع الكتب المعتبرة لعلمائنا العظام رضوان الله عليهم والاحاديث المأثورة عن الائمة الاطهار عليهم سلام الله التي تقصم الظهر ، من شدة العقاب المتوعد عليه . ثم قارن بين ربع ساعة من اللغو في الحديث والثرثرة في ظل تحقيق رغبة وهمية ، وبين آلاف السنين من المعاناة ، اذا كنت من اهل النجاة وارتحلت عن هذه الدنيا مع الايمان . والا تكن من اهل الايمان والنجاة فقارن تلك الدقائق اليسيرة مع الخلود في نار جهنم والعذاب الاليم المؤبد نعوذ بالله منه .

يضاف الى ذلك انك اذا خاصمت الشخص الذي تستغيبه ، فمقتضى ايمانك بالاحاديث الشريفة ان تكف عن استغابته . لأنه ورد في الخبر ان حسنات المستغيب تنتقل الى صحيفة عمل المستغاب ، وسيئات المستغاب تنتقل الى سجل عمل المستغيب . فإنك اردت ان تعاديه ، ولكنك قد عاديت نفسك .

اذن اعلم انك لا تستطيع ان تحارب الله . ان الله قادر على ان يجعل المغتاب نتيجة غيبتك إياه عزيزا ومقدرا بين الناس ، ويجعلك حقيرا وذليلا . ويقوم سبحانه امام الكروبيين المقربين بنفس العملية ، فيملأ صحيفة عملك من السيئات ويفضحك ، ويملأ صحيفة عمله من الحسنات معززا مكرما .

فافهم انك تحارب بغيبتك اي قادر جبار ، وكن على حيطة وحذر من معاداته .

مخ ۲۹۱