الاربعون حديثا :272
وبالطبع ان ذاته المقدس لا يتصف بالقرب والبعد وأن له احاطة قيومية ، وسعة وجودية تعم جميع دائرة الوجود وكافة سلسلة الموجودات .
وما ورد في الآيات الشريفة من الكتاب الالهي الكريم من توصيف الحق المتعالي بالقرب مثل قوله تعالى : «واذا سالك عبادي عني فإني قريب» (1) وقوله عز من قائل «نحن اقرب اليه من حبل الوريد» (2) وغيرها من الآيات فمن باب المجاز والاستعارة . لأن ساحته المقدسة تتنزه عن القرب والبعد الحسيان والمعنويان . اذ يستلزم ذاك القرب والبعد الحسيان والمعنويان نوع من التحديد والتشبيه ، والحق المتعالي منزه عن ذلك ، بل ان حضور قاطبة الموجودات امام وجوده المقدس ، حضور تعلقي ، واحاطة ذاته المتعالية لكل دقائق الكائنات وسلسلة الموجودات ، احاطة قيومية وهذا الحضور وهذه الاحاطة يختلفان عن الحضور الحسي والمعنوي وعن الاحاطة الظاهرية والباطنية .
ويستفاد من هذا الحديث وبعض الاحاديث الاخرى رجحان الذكر ذكر الله الخفي ، واستحباب الذكر السري والقلبي ، كما يقول الله سبحانه ايضا في الآية المباركة «واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة» (3) .
وجاء في الحديث الشريف انه لا يعلم احد ثواب ذكر الله سبحانه ، الا الله تعالى لعظمته وكبره . وقد يكون الاجهار في الذكر واظهاره راجحا في بعض الحالات والمقامات ولدى طرو بعض العناوين ، مثل الذكر لدى اهل الغفلة لكي ينتبهوا .
ففي الحديث الشريف من الكافي قال ابو عبد الله عليه السلام الذاكر لله عز وجل في الغافلين ، كالمقاتل في المحاربين (4) .
ونقل عن عدة الداعي للشيخ ابن فهد : «قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من ذكر الله في السوق مخلصا عند غفلة الناس وشغلهم بما فيه كتب الله له الف حسنة وغفر الله له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر» (5) .
وكذلك يستحب الاجهار بالذكر في اذان الاعلام والخطبة وغيرها .
مخ ۲۷۲