245

څلوېښت حدیثونه

الاربعون حديثا

ژانرونه

الاربعون حديثا :249

وفي حديث آخر عن الامام السجاد علي بن الحسين عليهما السلام : قال : «الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا ايمان لمن لا صبر له» (1) .

والاحاديث كثيرة في هذا الباب . ونحن سنأتي على ذكر بعضها عند توفر المناسبة .

ان الصبر مفتاح ابواب السعادات ، وباعث للنجاة من المهالك بل الصبر يهون المصائب ، ويخفف الصعاب ، ويقوي العزم والارادة ، ويبعث على استقلالية مملكة الروح . واما الفزع والجزع فمضافا على انه عيب ، وكاشف عن الضعف في النفس ، يجعل الانسان مضطربا ، والارادة ضعيفة والعقل موهونا .

يقول المحقق الخبير الخواجة نصير الدين الطوسي :

«وهو اي الصبر يمنع الباطن عن الاضطراب ، واللسان عن الشكاية ، والاعضاء عن الحركات الغير المعتادة» .

وعلى العكس فان الانسان غير الصابر ، قلبه مضطرب ، وباطنه موحش ونفسه قلقة ومهزوزة . وهذا بنفسه بلية فوق جميع البلايا ، ومصيبة من اعظم المصائب التي تحل بالانسان ، وتسلب منه الراحة والقرار . واما بالصبر فتخف الرزية ، ويتغلب القلب على النوائب والبلايا ، وتنتصر ارادة الانسان على المصائب . ولذا نجد الانسان غير الصابر ، يشكو عند من هو اهل للشكاية ، ومن هو ليس بأهل للشكاية ، وهذا الامر زائدا على انه يؤدي الى الفضيحة لدى الناس . والاشتهار بالضعف بينهم وعدم الجلادة ، فانه يسقطه من اعين الناس ويحط من كرامته لدى ملائكة الله ، وامام جلال القدس الربوبي .

ان العبد الذي لا يتحمل مصيبة واحدة نازلة عليه من الحق المتعالي والحبيب المطلق والذي اذ واجه بلية واحدة رفع صوته بالشكوى من ولي نعمه امام المخلوق ، رغم نزول البركات عليه وتلقيه آلاف آلاف النعم ، مثل هذا العبد اي ايمان له ؟ واي تسليم له امام المقام القدسي للحق ؟ فيصح ان يقال : من لا صبر له لا ايمان له . لو كنت مؤمنا بالحضرة الربوبية ، ورايت بأن مجاري الامور بيد قدرته الكاملة ، ولا يكون لأحد يد في الحوادث والامور ، لما اشتكيت من حوادث الايام والبليات امام غير الحق تعالى ، بل لاستقبلتها بكل حفاوة وتكريم وشكرت نعم الحق سبحانه .

فكل الاضطرابات النفسية والشكاوى اللسانية والحركات الغير اللائقة والغير المعتادة للاعضاء ، تشهد باننا لسنا من ذوي الايمان ، فما دامت النعمة موفورة ، شكرنا ربنا شكرا ظاهريا لا لب له ، بل يكون لأجل طمع الزيادة ، وحينما تواجهنا مصيبة واحدة او يحل بنا ألم الاربعون حديثا :250

مخ ۲۴۹