239

څلوېښت حدیثونه

الاربعون حديثا

ژانرونه

الاربعون حديثا :243

أما العمل فيكون بالرياضة الشرعية وبمخالفة النفس فترة يتم فيها الوازع للنفس تجاه حبها المفرط للدنيا والشهوات والاهواء حتى تتعود النفس على الخيرات والكمالات .

واما العلم فيتم بتلقين النفس وابلاغ القلب : بأن الناس الآخرين يضاهونه في الفقر والضعف والحاجة والعجز ، وانهم يشبهونه ايضا في الاحتياج الى الغني المطلق القادر على جميع الامور الجزئية والكلية ، وانهم غير قادرين على انجاز حاجة احد ابدا ، وانهم اتفه من ان تنعطف النفس اليهم ، ويخشع القلب امامهم ، وان القادر الذي منحهم العزة والشرف والمال والوجاهة ، قادر على المنح لكل احد .

ومن العار حقيقة على الانسان ان يتذلل وينحط في سبيل بطنه وشهوته ، ويتحمل الامتنان من مخلوق فقير ذليل لا حول له ولا علم ولا وعي .

اذا اردت ايها الانسان ان تقبل المنة فلتكن من الغني المطلق وخالق السماوات والارض ، فانك اذا وجهت وجهك الى الذات المقدسة ، وخشع في محضره قلبك تحررت من العالمين ما سوى الله وخلعت من رقبتك طوق العبودية . «العبودية جوهرة كنهها الربوبية» (1) .

ونتيجة لعبودية الحق والانتباه الى نقطة واحدة مركزية ، وافناء كل القوى والسلطات النفس واهوائها في السلطة الالهية المطلقة ، تنجم حالة في القلب تقهر العوالم الاخرى وتستولي عليها ، وتظهر للروح حالة من الشموخ والعظمة تأبى الطاعة الا امام الرب سبحانه وامام من تكون طاعتهم طاعة ذات الحق المقدس ، واذا كان من جراء الظروف الطارئة محكوما لأحد ، لما تزلزل قلبه منه ولحافظ على حرية نفسه واستقلالها ، كما كان الشأن في النبي يوسف ولقمان حيث لم تنعكس سلبا عبوديتهما الظاهرية على حرية وانطلاقة نفسيهما .

كم من اصحاب القدرة والسلطة الظاهرية لم يستنشقوا نسمة حرية النفس الشخصية والاعتداد بها ويكونون اذلاء وعبيد للنفس واهوائها ، ويتزلفون نحو المخلوق التافه ؟ .

نقل عن الامام علي بن الحسين عليهما السلام انه قال في حديث «اني لآنف ان اطلب الدنيا من خالقها فكيف من مخلوق مثلي» (2) .

ايها العزيز ان لم تشعر بالنقص في طلب الدنيا ، فعلى الاقل لا تطلبها من انسان ضعيف مثلك . وافهم بانه لا حول للمخلوق في اعمال دنياك . فلو فرضنا بأنك استطعت مع الذل والامتنان المتكرر ان تكسب رأيه الانسان الذي تطلب منه اعمار دنياك ولكن ارادته لا تكون فاعلة في ملك الحق سبحانه . اذ لا يوجد احد يتصرف في مملكة مالك الملوك . فلا تتملق الاربعون حديثا :244

مخ ۲۴۳