الاربعون حديثا :222
ونقل الكافي في حديث آخر عن الامام الصادق عليه السلام خطبة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا المضمون .
وعلى اي حال يرى الانسان نفسه في منتهى النقص والتقصير ، ويرى الحق في منتهى العظمة والجلال ، وسعة الرحمة والعطاء ، ويعيش العبد بين هاتين النظرتين دائما في حال متوازية بين الخوف والرجاء . وحيث ان الاسماء الجلالية والجمالية تتجليان في قلب السالك بصورة متعادلة لا يترجح كل من الخوف والرجاء على الآخر .
وقال (1) بعض ان الخوف في بعض الاحيان انفع للانسان مثل ايام الصحة والعافية ، حتى يجهد الانسان نفسه في كسب الكمال والعمل الصالح ، وفي بعض الاحيان الرجاء افضل مثل ايام ظهور علامات الموت ، حتى يلاقي الانسان الحق المتعالي مع حال مفضلة اكثر عنده سبحانه .
ولكن هذا الكلام لا يتطابق مع الكلمات السابقة والاحاديث المذكورة ، لان الرجاء المحبوب يدفع الانسان ايضا نحو العمل واكتساب الآخرة ، والخوف من الحق سبحانه محبوب لديه عز وجل ولا يتنافى مع الرجاء المؤكد .
وقال بعضهم (2) ان الخوف لا يعتبر من الفضائل النفسية والكمالات العقلية في عالم الآخرة وانما يعد من الامور النافعة في دار الدنيا التي هي دار العمل ، حيث يحرص الانسان على فعل العبادات وترك المعاصي وينتهي دوره بعد الخروج من هذه الدنيا . في حين ان الرجاء لا ينقطع ويستمر حتى في عالم الآخرة . لان العبد كلما نال رحمة الله اكثر ، ازداد طمعه نحو فضل الحق المتعالي اكثر ، لان خزائن رحمة الحق الجليل لا تتناهى . فالخوف ينقطع بالموت ويبقى الرجاء حتى الى ما بعد الموت .
يقول (3) المحدث المحقق المجلسي رحمه الله تعالى «والحق ان العبد ما دام في دار التكليف لا بد له من الخوف والرجاء وبعد مشاهدة امور الآخرة يغلب عليه احدهما لا محالة بحسب ما يشاهده من احوالها» .
يقول الكاتب : ان ما قيل من غلبة الخوف والرجاء في عالم الآخرة ، لا يتلاءم مع ما ذكر من معنى الرجاء . وعلى فرض صحة الكلام المذكور فهو صحيح بالنسبة الى المتوسطين حيث يكون خوفهم ورجاؤهم عائدين الى الثواب والعقاب .
واما حال الخواص والاولياء فيختلف الامر عما ذكروا ، لان الخوف والرجاء الناجمان عن الاربعون حديثا :223
مخ ۲۲۲