199

څلوېښت حدیثونه

الاربعون حديثا

ژانرونه

عليك المسير حتى لا تعود تقيم وزنا للذات الجسدية الزائلة ، بل تنفر منها ، وتقبح زخارف الدنيا في عينيك ، وتنظر في باطنك فتجد ان كل لذة من لذات هذا العالم قد اوجدت في النفس اثرا وابقت في القلوب لطخة سوداء تبعث على شدة الانس بهذه الدنيا والتعلق بها . وهذه هي نفسها تكون سبب الاخلاد الى الارض . وعند سكرات الموت تتبدل الى صعوبة ومشقة ومعاناة . والواقع ان صعوبة سكرات الموت وحالة النزع الاخير القاسية ناجمة عن هذه اللذات وحب الدنيا ، كما سبقت الاشارة الى ذلك . فاذا ادرك الانسان هذا المعنى سقطت لذات العالم من عينه كليا ، ونفر من الدنيا وما فيها من مباهج وزخارف . وهذا هو التقدم الثاني الى المقام الثالث من التقوى .

وبذلك يصبح سبيل السلوك الى الله سهلا ميسورا ، وطريق الانسانية نيرا واسعا ، وتصبح خطوته شيئا فشيئا خطوة الحق ، ورياضته رياضة الحق ، ويتهرب من النفس وآثارها واطوارها . اذ يجد في ذاته عشق للحق ، فلا يعود يقنع بوعود الجنة والحور العين والقصور ، بل يكون مطلوبه ومقصوده امرا آخر ، وينفر من الانانية وحب الذات .

فيتقي حب النفس ويتقي ذاته وانانيته . وهذا مقام على قدر كبير من الشموخ والرفعة ، وهو اول مراتب هبوب نسيم الولاية ، فيدرجه الحق المتعال في كنف لطفه ويعينه ويجعله موضع الطافه الخاصة .

اما ما يحدث للسالك بعد ذلك فخارج عن قدرة القلم . والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا وباطنا ، والصلاة على محمد وآله الطاهرين .

مخ ۲۰۳