186

څلوېښت حدیثونه

الاربعون حديثا

ژانرونه

الاربعون حديثا :190

سئل علي بن الحسين (عليهما السلام) عن التوحيد ، فقال :

«ان الله عز وجل علم انه يكون في آخر الزمان اقوام متعمقون فانزل الله تعالى «قل هو الله احد» ، والآيات من سورة الحديد الى قوله : «وهو عليم بذات الصدور» فمن رام وراء ذلك فقد هلك» (1) .

اذا ، يتضح ان هذه الآيات التي تشير الى التوحيد ، وتنزيه الله ، والبعث ، ورجوع الكائنات [الى الله] نزلت للمتعمقين واهل التفكير العميق .

فهل مع كل هذا يمكن القول ان التفكر في ذات الله حرام ؟ اي حكيم او عارف جاء بمعارف اكثر مما جاء في اول (سورة الحديد) ؟ ان منتهى معرفتهم هو الوصول الى قوله تعالى : «سبح لله ما في السموات والارض» هل هناك افضل بيانا في وصف الله تعالى وتجلي ذاته المقدسة من الآية الشريفة: «هو الاول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم» ؟ .

اقسم بحياة الحبيب انه لو لم تكن لبيان حقية كتاب الله الكريم غير هذه الآية الشريفة لكفت ذوي القلوب . ارجعوا قليلا الى كتاب الله ، والى خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واخبار خلفائه المعصومين سلام الله عليهم ، وقارنوا لتروا من من الحكماء والعارفين جاء ببيانات اجلى واوضح مما جاء بها اولئك في كل من مواضيع المعارف ؟ ان اقوالهم مشحونة بوصف الحق والاستدلال على ذات الله وصفاته المقدسة ، بحيث ان كل طائفة تحظى على قدر سعتها وادراكها .

اذا ، يتضح من مجموع هذه الاخبار ان التفكر في ذات الله ممنوع اذا كان ذلك في مرتبة التفكر في كنه ذات الله وكيفيته ، كما جاء في حديث «الكافي» : «من نظر في الله كيف هو ، هلك» (1) ، او ان الجمع بين الاخبار الناهية والآمرة يستدعي منع فريق من الناس الذين لا تطيق قلوبهم الاستماع الى البرهان وليس لهم الاستعداد للدخول في مثل هذه البحوث . والدليل على هذا الجمع موجود في الاخبار نفسها .

اما الذين لهم الاستعداد والاهلية ، فيكون من الراجح لهم التفكر ، بل هو افضل من جميع العبادات .

على كل حال ، لقد خرجنا كليا عن المقصد . ولكن لم يكن لنا مناص من ان نتعرض لهذا الراي الفاسد والتهمة التي لا ترضي الحق والمتداولة في هذا الزمان على الالسنة ، لعل ذلك يحدث بعض التاثير في قلوب بعضهم . ولو تم تاثير هذا القول في قلب شخص واحد لكفاني . والحمد لله واليه المشتكى .

مخ ۱۹۰