هذا السبات وتنبه ، واعلم انك مسافر ولك مقصد ، وهو عالم آخر ، وانك راحل عن هذه الدنيا ، شئت ام ابيت . فاذا تهيات للرحيل بالزاد والراحة لم يصبك شيء من عناء السفر ، ولا تصاب بالتعاسة في طريقه ، والا اصبحت فقيرا مسكينا سائرا نحو شقاء لا سعادة فيه ، وذلة لا عزة فيها وفقر لا غناء معه وعذاب لا راحة منه . انها النار التي لا تنطفئ ، والضغط الذي لا يخفف ، والحزن الذي لا يتبعه سرور ، والندامة التي لا تنتهي ابدا .
انظر ايها الاخ الى ما يقوله الامام في دعاء كميل وهو يناجي الحق عز وجل :
«وانت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها» الى ان يقول : «وهذا ما لا تقوم له السموات والارض» . ترى ما هذا العذاب الذي لا تطيقه السموات والارض ، الذي قد اعد لك ؟ افلا تستيقظ وتتنبه ، بل تزداد كل يوم استغراقا في النوم والغفلة ؟
فيا ايها القلب الغافل ! انهض من نومك واعد عدتك للسفر ، «فقد نودي فيكم بالرحيل» (1) ، وعمال عزرائيل منهمكون في العمل ويمكن في كل لحظة ان يسوقوك سوقا الى العالم الآخر . ولا تزال غارقا في الجهل والغفلة ؟
«اللهم اني اسالك التجافي عن دار الغرور ، والانابة الى دار السرور والاستعداد للموت قبل حلول الفوت» (2) .
مخ ۱۷۱