څلوېښت حدیثونه
الاربعون حديثا
ژانرونه
الدنيا لانها مما يعبد عن الله ولا يوجب القرب اليه كاعمال الكفار والمخالفين) انتهى كلامه (1) .
ونقل المجلسي رحمه الله عن احد المحققين :
«دنياك وآخرتك عبارة عن حالتين من احوال قلبك ، والقريب الداني منهما يسمى الدنيا وهي كل ما قبل الموت ، والمتراخي المتاخر يسمى آخرة ، وهي ما بعد الموت . فكل مالك فيه حظ وغرض ونصيب وشهوة ولذة في عاجل قبل الوفاء ، فهي الدنيا في حقك ...» (2) .
يقول الفقير الى الله : ان الدنيا مرة تطلق على نشاة الوجود النازلة والتي هي دار تصرم وتغير ومجاز ، والآخرة تطلق على الرجوع من هذه النشاة الى ملكوت الانسان وباطنه والتي هي دار بقاء وخلود وقرار . وهاتان النشأتان متحققتان لكل نفس من النفوس وشخص من الاشخاص . وعلى العموم ، لكل كائن مقام ظهور وملك وشهود . وتلك هي مرتبته النازلة الدنيوية . ومقام باطني ، وملكوت غيبي ، وهي النشاة الصاعدة الاخروية . وهذه النشاة النازلة الدنيوية وان كانت ناقصة بذاتها وانها آخر مراتب الوجود ، ولكن لما كانت مهد تربية النفوس القدسية ، ودار تحصيل المقامات العالية ، ومزرعة الآخرة ، فانها من احسن مشاهد الوجود واعز النشآت ، وهي المغنم الافضل عند الاولياء واهل سلوك الآخرة . ولولا هذه الامور الملكية والتغييرات والحركات الجوهرية ، الطبيعية والارادية ، ولولا ان يسلط الله تعالى على هذه النشاة التبدلات والتصرمات ، لما وصل احد من ذوي النفوس الناقصة الى حد كماله الموعود ودار قراره وثباته ، ولحصل النقص الكلي في الملك والملكوت .
ان ما ورد في القرآن والاحاديث عن ذم هذه الدنيا ، لا يكون عائدا في الحقيقة الى الدنيا من حيث نوعها او كثرتها ، بل يعود الى التوجه نحوها وانشداد القلب بها ومحبتها .
وعليه ، يتبين من ذلك ان امام الانسان دنياءان : دنيا ممدوحة ودنيا مذمومة . فالممدوح هو الحصول في هذه النشاة وهي دار التربية ودار التحصيل ومحل التجارة لنيل المقامات واكتساب الكمالات والاعداد لحياة ابدية سعيدة ، مما لا يمكن الحصول عليه دون الدخول الى هذه الدنيا ، كما جاء في خطبة لمولى الموحدين امير المؤمنين عليه السلام ردا على من ذم الدنيا :
«... ان الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها ، ودار موعظة لمن اتعظ بها . مسجد احباء الله ، ومصلى ملائكة الله ، ومهبط وحي الله ، ومتجر اولياء الله . أكتسبوا فيها الرحمة ، وربحوا فيها الجنة ...» (3)
.
مخ ۱۲۰