څلوېښت حدیثونه
الاربعون حديثا
ژانرونه
تكون على اساس من الحكمة والصلاح ، وان ايدي العقول البشرية الجزئية المحدودة قاصرة عن ادراك المصالح العالية في التقديرات الالهية . هذا الموضوع يدور على ألسنة الجميع ، وكل يستدل على ذلك بادلة تتناسب مع مدى سعة علمه وعقله . ولكن بما انه لم يتعد حدود الاقوال الى حيث القلوب والاحوال ، فان ألسنة الاعتراض مطلقة ، وان من لم يكن له حظ من الايمان يقوم بتفنيد برهانه وتكذيب قوله . وعلى هذا الاساس تكون المفاسد الاخلاقية .
وليعلم من يحسد الناس ويتمنى زوال النعمة عن الآخرين ، ويحقد في قلبه على اصحاب النعم ، انه لا ايمان له بان الله عز وجل من باب معرفة الصالح اسبغ نعمه على اولئك ، وان ادراكنا لذلك قاصر . وليعلم ايضا انه لا يؤمن بعدل الله تعالى ولا يرى التقسيم عادلا . انك في اصول العقائد تقول ان الله عادل ، وما هذا الا مجرد لفظة على لسانك . ان الايمان بالعدل يناقض الحسد . انك اذا كنت ترى الله عادلا ، لرايت تقسيمه عادلا ايضا . وقد جاء في الحديث الشريف : يقول الله عز وجل : «ان الحسود يشيح بوجهه عما قسمته بين العباد ، وهو ساخط على نعمي» .
ان القلب يخضع بالفطرة للقسمة العادلة ، وينفر بالفطرة للقسمة العادلة ، وينفر بالفطرة كذلك من العسف والجور . ان من الفطرة الالهية الكامنة في اعماق البشر حب العدل والرضى به ، وكراهة الظلم وعدم الانقياد له . فاذا راى خلاف ذلك فليعلم ان في المقدمات نقصا . فاذا سخط على النعمة واعرض عن القسمة ، فذلك لانه لا يرى ذلك عدلا ، بل يراه والعياذ بالله جورا . وليس معناه انه يرى القسمة عادلة ثم يعرض عنها ، او انه يرى الخطة المرسومة مطابقة للنظام الاتم والمصلحة التامة ، ثم يسخط عليها بل يرى ان هذا جور ومغاير للعدل . اسفا علينا ! ان ايماننا ناقص ، ولم تخرج ادلتنا العقلية من نطاق العقل لتصل الى حدود القلب . ليس الايمان بالقول والسماع والمطالعة والمباحثة والنقاش فحسب وانما يتطلب ايضا خلوص النية . ان الباحث عن الله يجده لا محالة ، والذي يطلب المعارف يبحث عنها ، «ومن كان في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى واضل سبيلا ... (1) ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور» (2) .
فصل: في بيان المعالجة العملية للحسد
يوجد فضلا عن العلاج العلمي الذي ذكرنا بعضه ، العلاج العملي لهذه الرذيلة ، وذلك بان تتكلف اظهار المحبة للمحسود وترتب الامور بحيث يكون هدفك هو معالجة مرضك الاربعون حديثا :115
مخ ۱۱۴