فروى ذلك أيضا سعيد بن جبير رحمة الله عليهما، أخرجه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، في كتابه في الدعوات، عن عبد الله بن عبد الرحمن الداري، عن محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، عن أبيه، عن جده، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهم (ق38أ )
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ليلى من هذا الوجه، وقد روى شعبة وسفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي عليه السلام بعض هذا.
وقوله صلوات الله عليه: ((يا ذا الحيل الشديد)) كذا رواه جماعة بالياء المنقوطة بواحدة، فقال: أبو منصور الأزهري: الصواب ((يا ذا الحيل بالياء المنقوطة باثنين، ومعناه ذو القوة الشديد.
وحكى عن الفراء، قال: يقول العرب: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حيل ولا قوة إلا بالله، وإنه لشديد الحيل والحول، أي شديد القوة، وقوله: سبحان من تعطف العز، وقال به. تعطف مأخوذ من العطاف وهو الرداء، وهو مثل كما جاء في الحديث: ((الكبرياء رداء الله)) ومعناه الإختصاص بالعز، والاتصاف به بحيث لا يفارقه.
وقوله صلوات الله عليه قال: من حكم به فينفد حكمه، ولا يرد أمره يقال منه، قال الرجل، وإقال أي: إذا حكم فمضى حكمه، ومنه سمي القيل، وهو الملك.
لم يسق هذا الحديث بهذا السياق والدعاء، عن علي بن عبد الله بن عباس إلا ابنه داود، وهي رواية عزيزة انفرد بها ابن أبي ليلى عنه.
مخ ۵