قالت: ثم أنزل الله تعالى: {إن الله لا يحب كل مختال فخور}، فأغلق عليه بابه، وطفق يبكي ففقده النبي -صلى الله عليه وسلم- فأرسل إليه فأخبره بما أنزل عليه وقال: إني أحب الجمال، وأحب أن أسود قومي.
فقال: ((لست منهم بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة)).
فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد -رضي الله تعالى عنهما- إلى مسيلمة فلما لقوا العدو وانكشفوا فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة -رضي الله عنهم-: ما هكذا كنا نقاتل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فحفر كل واحد منهما له حفرة وثبتا فيها حتى قتلا، وعلى ثابت يومئذ درع له نفيسة فمر به رجل من المسلمين فأخذه فبينا رجل من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت -رضي الله عنه- في منامه فقال له: إني موصيك بوصية فإياك أن تقول هذه حلم فتضيعه إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد كفأ الدرع برمة وفوق البرمة رحل فائت خالد بن الوليد فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذه، وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقل له: إن علي من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق، وفلان.
مخ ۱۷۵