114

فهذه أربعون بابا عن أربعين شيخا في المواعظ وما يحتاج العبد إليه من مكارم الأخلاق والترغيب في اكتساب الخير في العاجلة، رجاء الثواب الجزيل في الآجلة، جعلنا الله تعالى من رجالها، ووفقنا لاستعمالها.

وليعلم العاقل الدين واللبيب الفطن أن ابن آدم يطلب الدنيا قدما قدما، ويزداد الحرص يوما فيوما، لا يكتفي بالقليل الذي يكفيه وإن اتسعت حاله، ولا بالكثير الذي يطغيه وإن كثر ماله، فمهما كانت الدنيا لديه أكثر، كان حرصه أكبر، وشرهه المركب فيه أوفر لما حدثناه علي بن إبراهيم بن عيسى ابن بكرويه الكرجي الحبال المقرئ سنة ست وأربعمائة أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الفضل الجوهري أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الغزال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عيسى المقرئ حدثنا عمرو بن مرزوق البصري أخبرنا شعبة عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أقرأه:

((لو أن لابن آدم واديا لسأل ثانيا، ولو أعطي ثانيا لسأل ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب)).

مخ ۲۷۱