اربعين مغنيه
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
ژانرونه
521- وقول أبي أيوب رضي الله عنه: ((فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو القبلة فننحرف عنها ونستغفر الله تعالى))؛ إما لأنه لم يبلغه فهو النبي صلى الله عليه وسلم ولا قوله الدالان على الجواز في البيوت، وإما لحمله النهي على الكراهة، وأرباب المناصب العلية في الدين يتنزهون عن المكروه، ويستغفرون منه.
822- وقد اختلف أصحابنا في علة هذا النهي، فذكر بعض المتأخرين أنه احترام الكعبة وتعظيمها؛ لأنه معنى مناسب ورد الحكم على وفقه، فيكون علة له.
823- وقد روي من حديث سراقة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أتى أحدكم البراز فليكرم قبلة الله ولا يستقبل القبلة))، وهذا ظاهر قوي في التعليل، والذي قاله جمهور الأصحاب أن العلة في ذلك كون القبلة لا تخلو من مصل من جن أو إنس، فربما يقع بصره على فرجه حالة الاستقبال أو الاستدبار، فيتأذى بذلك، فأما في البيوت فليست كذلك، وخصوصا إذا كانت متخذة كذلك، وفي هذا التعليل نظر؛ لأن المصلي ممن ذكر ظهره إلى جهة من يقضي الحاجة؛ فالتعليل بهذا يقتضي أن يكون الاعتبار بالتستر من الجهة التي تقابل القبلة لا من جهة القبلة، والحديث إنما تعرض لاستقبال القبلة واستدبارها؛ فالتعليل الأول أقوى، لكن يرد عليه جواز ذلك في البيوت، والله أعلم.
مخ ۵۳۱