اربعين مغنيه
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
ژانرونه
746- وأخبرنا أعلا من هذا أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله ابن الشيرازي وأبو بكر أحمد بن محمد ابن أبي القاسم الدشتي بقراءتي على كل منهما قالا: أنا أبو القاسم يحيى ابن أبي السعود ابن أبي القاسم البغدادي سماعا عليه، أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن عمر الآبري قالت: أنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي، أنا أبو الحسين علي بن محمد بشران، أنا الحسين بن صفوان البرذعي، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، حدثني عيسى ابن أبي حرب الصفار والمغيرة بن محمد قالا: ثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثني الحسن بن الفضل بن الربيع، حدثني عبد الله بن الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع، حدثني أبي قال: ((حج [أبو] جعفر -يعني المنصور- سنة سبع وأربعين ومائة، فقدم المدينة فقال: ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به تعبا قاتلني الله إن لم أقتله ، فأمسكت عنه رجاء أن ينساه، فأغلظ لي في الثانية فقلت: جعفر بن محمد بالباب يا أمير المؤمنين، فقال: ائذن له، فأذنت له، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال: لا سلم الله عليك يا عدو الله، تلحد في سلطاني وتبغيني الغوائل في ملكي، قتلني الله إن لم أقتلك. فقال جعفر: يا أمير المؤمنين، إن سليمان أعطي فشكر، وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت [السنخ] من ذلك، قال: فنكس طويلا ثم رفع رأسه، وقال: إلي وعندي يا أبا عبد الله البريء الساحة السليم الناحية القليل الغائلة، جزاك الله عن ذي رحم أفضل ما يجزي من ذوي الأرحام، ثم تناول يده فأجلسه معه على مفرشه، ثم قال: يا غلام علي بالمتحفة -والمتحفة مدهن كبير فيه غالية- فأتى به فغلفه بيده حتى خلت لحيته قاطرة، ثم قال له: في حفظ الله وكلائه، يا ربيع، ألحق أبا عبد الله جائزته وكسوته، فانصرف ولحقته، فقلت: إني قد رأيت قبل ذلك ما لم تر أنت، ورأيت بعد ذلك ما قد رأيت، وقد رأيتك تحرك شفتيك فما الذي قلت؟ قال: نعم إنك رجل منا أهل البيت، ولك محبة وود، قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك علي، ولا أهلك وأنت رجائي، رب كم من نعمة أنعمت بها علي، قل لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيا من قل عند نعمه شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطأ فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا، ويا ذا النعم التي لا تحصى عددا، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد -هنا في بعض النسخ وليس من سماعنا: اللهم إنه من عبادك مثلي ألقيت عليه سلطانا من سلطانك، فخذ بسمعه وبصره وقلبه إلى ما فيه صلاح أمري، انتهى ما ليس من سماعنا- وبك أدرأ في نحره، وأعوذ بك من شره، اللهم وأعني على ديني بدنيا، وعلى آخرتي بتقوى، واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته، يا من لا تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك، إنك أنت الوهاب، أسألك فرجا قريبا، وصبرا جميلا، ورزقا واسعا، والعافية من جميع البلاء، وشكر العافية)).
747- أنشدنا الصدر المسند أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح المقدسي بقراءتي عليه، أنشدنا العلامة أبو محمد عبد العزيز بن عبد المحسن بن محمد الأنصاري الحموي لنفسه يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنت المؤمل للعفاة اللوذ ... وإليك إعمال المطي الشمذ
بك يستجير المجتدي من فقره ... وبنور هديك يستجبر المجتذي
تحيي التقى في كل قلب مثلما ... يؤذي بشيطان الهوى المستحوذ
ثقفت بالإسلام كل مؤود ... ووصلت بالأرحام كل مجذذ
جللت بالنعم السوابغ أمد ... بسوى مصابك قلها لم يوقذ
حسبي شفاعتك المفيدة جنة ... حصباؤها من لؤلؤ وزمرذ
خير الأمام قريش ثم محمد ... من خير أصل منهم متفخذ
مخ ۵۰۶