اربعين مغنيه
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
ژانرونه
442- أخبرنا أبو محمد إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم الآمدي الحنفي قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة قال: أنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب، أنا منصور ابن أبي منصور الجمال، وخليل ابن أبي الرجاء ابن أبي الفتح الرازي بأصبهان قالا: أنا أبو علي الحسن ابن أحمد المقرئ، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر محمد ابن جعفر الأنباري، ثنا أحمد بن الخليل البرجلاني، ثنا أبو النضر هاشم ابن القاسم، ثنا سليمان بن المغيرة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أسير ابن جابر قال: ((كان محدث الكوفة يحدثنا، فإذا فرغ من حديثه تفرقوا، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه، فأحببته، ففقدته فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلا يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه، ذلك أويس القرني، قلت: أفتعرف منزله؟ قال: نعم، قال: فانطلقت معه حتى جئت حجرته، فخرج إلي، فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ قال: العري، قال: وكان أصحابه يسخرون به، ويؤذونه، قال: فقلت: خذ هذا البرد فالبسه، قال: لا تفعل، إنهم يؤذوني إذا رأوه، قال: فلم أزل به حتى لبسه، فخرج عليهم، فقالوا: من ترون خدع عن برده هذا؟ قال: فجاء فوضعه، فقال: أترى؟ قال: فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل، قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة، ويكتسي أخرى، فأخذتهم بلساني أخذا شديدا، قال: فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فوجد رجل ممن كان يسخر به، فقال عمر رضي الله عنه: هل ههنا أحد من القرنيين، قال: فجاء ذلك الرجل، قال: فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: ((إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له: أويس، لا يدع باليمن غير أم له، وقد كان به بياض فدعا الله عز وجل فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فأمروه فليستغفر لكم)). قال: فقدم علينا، قال: قلت: من أين؟ قال: من اليمن، قال: ما اسمك؟ قال: أويس، قال: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لي، قال: أكان بك بياض فدعوت الله عز وجل فأذهبه عنك؟ قال: نعم، قال: استغفر لي، قال: أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال: فاستغفر له، قال: قلت: أنت أخي لا تفارقني، قال: فانملس مني، فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة، قال: فجعل ذلك الرجل الذي كان يسخر به ويحقره يقول: ما هذا فينا ولا نعرفه، قال عمر رضي الله عنه: بلى إنه رجل كذا، كأنه يضع من شأنه، قال: فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له أويس، قال: أدرك ولا أراك تدرك، قال: فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله، فقال له أويس رحمة الله عليه: ما هذه بعادتك؟ قال: فما بدا لك؟ قال: سمعت عمر رضي الله عنه يقول: فيك كذا وكذا، فاستغفر لي يا أويس، قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك ألا تسخر بي فيما بعد، وأن لا تذكر الذي سمعته من عمر رضي الله عنه إلى أحد، قال: فاستغفر له، قال أسير: فما لبث أن فشا أمره بالكوفة، قال: فدخلت عليه فقلت: يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر؟ قال: ما كان في هذا ما أتبلغ به الناس، وما يجزى كل أحد إلا بعمله. قال: ثم انملس عنهم فذهب)).
443- رواه مسلم مختصرا عن هذا، عن زهير بن حرب، عن هاشم بن القاسم به، فوقع بدلا له عاليا.
444- أخبرنا الشيخ الجليل أبو المظفر غازي بن داود بن عيسى ابن أبي بكر بن أيوب بن شاذي الملوكي بقراءتي عليه قال: أنا أبو علي الحسن بن محمد ابن محمد البكري سماعا عليه، أخبرتنا زينب بنت أبي القاسم بن الحسن الثغري، أنا إسماعيل ابن أبي القاسم ابن أبي بكر الفارقي، أنا عمر بن محمد بن مسرور، أنشدنا الإمام أبو سهل محمد بن سليمان بن محمد الصعلوكي، أنشدنا أبو بكر الأنباري، أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى -يعني ثعلبا-:
لقد هتفت في جنح ليل حمامة ... إلى إلفها شوقا وإني لنائم
كذبت و[بيت] الله لو كنت عاشقا ... لما سبقتني بالبكاء الحمائم
وبه قال: أنشدنا الإمام أبو سهل الصعلوكي لنفسه:
مخ ۴۲۰