ارام دمشق او اسرائیل: په تاریخ او توراتي تاریخ کې
آرام دمشق وإسرائيل: في التاريخ والتاريخ التوراتي
ژانرونه
فقح 740-732
هوشع 732-722 (721)
لدينا ثلاثة نصوص قصيرة تذكر اسم دمشق على رأس الممالك التي أجبرت على دفع الجزية في مناطق غربي الفرات، وتذكر اسم ملكها «رحيانو»، الذي تدعوه النصوص التوراتية رصين . وهذا الاسم التوراتي ربما كان تحويرا للاسم «رصيانو»، الذي استقاه المحرر التوراتي من مصادر غير مباشرة قلبت الحاء الأكادية صادا. نقرأ في أحد هذه النصوص الثلاثة ما يلي: «تلقيت الجزية من رحيانو ملك دمشق، ومنحيم ملك السامرة، وحيرام ملك صور، وسيبتي بعل ملك جبيل، وأوريكي ملك قوية، وبيسيريس ملك كركميش، وإنيل ملك حماة، وبنامو ملك شمأل ... وزبيبة ملكة العرب.»
6
ومن المرجح أن تكون هذه الحملات الثلاثة - التي استهدفت دمشق بالدرجة الأولى - قد جرت في الفترة الواقعة بين عامي 842 و838ق.م. وهذا ما يعطينا فكرة تقريبية عن تاريخ اعتلاء الملك رصين (رحيانو) عرش دمشق. فبما أن الملك الأسبق لدمشق والمدعو حديانو قد ذكر في السجلات الآشورية عام 773ق.م.، وأن أول ذكر لرصين قد ورد حوالي عام 842ق .م.؛ فمن المرجح أن يكون رصين قد اعتلى عرش دمشق حوالي عام 750ق.م. إن ذكر مملكة دمشق في رأس قائمة المدن والممالك التي دفعت الجزية لتغلات فلاصر الثالث في سجلات حملاته الثلاثة الآنفة الذكر يجعل الاحتمال قويا في أن يكون الملك رصين قد أحيا سياسة الأحلاف القديمة، وأن تكون دمشق خاضت حروبها الأخيرة ضد آشور على رأس تحالف سوري قوي جديد، وذلك قبل أن تفقد الدويلات السورية استقلالها واحدة إثر أخرى.
ولدينا نص مفصل لتغلات فلاصر الثالث يتعلق بحملة واسعة على مناطق غربي الفرات، وإلحاق العديد من ممالكها بالتاج الآشوري. تبتدئ الحملة من مملكة حاتريكا، ثم تهبط مناطق الساحل السوري وصولا إلى غزة، ثم تصعد نحو إسرائيل، التي دفع ملكها منحيم الجزية لآشور واحتفظ باستقلال مملكته بعد خسارته جزءا من أراضيه الشمالية. نقرأ في النص: «مدينة حاتريكا وكل الأراضي إلى جبل سيوا، ومدن جبيل وسيميرا (عاصمة آمورو) وعرقاتا وأوزنو وعربا ... مدن ... البحر الأعلى جميعها بسطت نفوذي عليها، ووضعت قوادا من عندي لحكمها. وكذلك مدن ... غالزا وأبيلاكا (في شمال شرقي الأردن) المتاخمة لأرض عمري، وأرض ... الواسعة بكامله وحدتها مع مملكة آشور. أما هانو ملك غزة، الذي هرب أمام قواتي والتجأ إلى مصر، فقد قهرت مدينته غزة واستوليت على ممتلكاته وعلى صور آلهته، أقمت صور آلهتي وصوري في قصره، وأعلنتها آلهة للبلاد، وفرضت على أهلها الجزية. وأما منحيم (ملك السامرة) فقد انقضضت عليه كعاصفة ثلجية، فهرب من أمامي وحيدا كالعصفور، ثم عاد فسجد عند قدمي. فأعدته إلى قصره وفرضت عليه الجزية فضة وذهبا وعباءات حريرية مزركشة
7 ... ومن أرض عمري استوليت على ... وسقت سكانها وممتلكاتها إلى آشور ...»
8
أما سفر الملوك الثاني فيقدم لنا معلومات تتقاطع مع النص الآشوري أعلاه، ولكنه يدعو ملك آشور باسم «فول»، وهو اسم غريب ولا وجود له في لائحة ملوك آشور. ولربما اختلط على محرر السفر اسم ملك آشور تغلات فلاصر باسم واحد من قواده الذي ربما قاد الحملة على إسرائيل، في الوقت الذي كان فيه الملك مشغولا بقتال غزة. نقرأ في سفر الملوك الثاني هذا الخبر الأول عن آشور في كتاب التوراة: «ملك منحيم بن جادي على إسرائيل في السامرة عشر سنين، وعمل الشر في عيني الرب ... فجاء فول ملك آشور على الأرض، فأعطى منحيم لفول ألف وزنة من الفضة لتكون يداه معه، ليثبت المملكة في يده. ووضع منحيم الفضة على إسرائيل، على جميع جبابرة البأس، ليدفع لملك آشور خمسين شاقل فضة على كل رجل. فرجع ملك آشور ولم يقم في الأرض ... ثم اضطجع منحيم مع آبائه، وملك فقحيا ابنه عوضا عنه» (الملوك الثاني، 15: 17-22). ويشذ هذا الخبر التوراتي عن الخبر الآشوري في نقطتين؛ الأولى تتعلق باسم ملك آشور، والثانية تتعلق بعدم ذكره لقتال تغلات فلاصر لمنحيم، وهروب الأخير ثم عودته إلى السامرة بعد موافقته على دفع الجزية.
بعد الحملات المتوالية على مناطق غربي الفرات، والتي أدت إلى ضم قسم كبير من الأراضي السورية إلى التاج الآشوري، بقيت دمشق تجهز لحروب مقاومة جديدة، وتهيئ المناخ السياسي الملائم للمواجهات المقبلة. وقد ساعدها على ذلك انشغال تغلات فلاصر بحروب في المناطق الشمالية والشرقية لمدة ثلاث سنوات، فيما بين 737 و735ق.م. ولما كانت مملكة يهوذا تلعب في ذلك الوقت دور العميل الرئيسي لتغلات فلاصر الذي هاجم كل ممالك سوريا الجنوبية وفلسطين من دون يهوذا، فقد كان لا بد لرصين ملك دمشق من إزاحة الملك آحاز في يهوذا، ورفع ملك جديد يناهض آشور. وهنا تقوم دمشق بعقد حلف جديد مع إسرائيل، ويتوجه رصين وفقح ملك إسرائيل لحصار آحاز. ومعلوماتنا عن هذا الحلف مصدره الرواية التوراتية فقط. نقرأ في سفر إشعيا: «وحدث في أيام آحاز بن يوثام ملك يهوذا أن رصين ملك آرام صعد مع فقح بن رمليا ملك إسرائيل إلى أورشليم لمحاربتها، فلم يقدر أن يحاربها. وأخبر بيت داود (أي: ملك يهوذا) وقيل له: قد حلت آرام في أفرايم (أي: إسرائيل). فرجف قلبه وقلوب شعبه كرجفان شجر الوعر قدام الريح. فقال الرب لإشعيا: اخرج لملاقاة آحاز وقل له: ... لأن آرام تآمرت عليك بشر مع أفرايم وابن رمليا قائلة: نصعد على يهوذا ونقوضها ونستفتحها لأنفسنا، ونملك في وسطها ملكا؛ ابن طبئيل. هكذا يقول السيد الرب ... إلخ» (إشعيا، 1-7). ونقرأ في سفر الملوك الثاني أيضا: «كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك، وملك ست عشرة سنة في أورشليم. ولم يعمل المستقيم في عيني الرب إلهه، بل سار في طريق ملوك إسرائيل ... حينئذ صعد عليه رصين ملك آرام وفقح بن رمليا ملك إسرائيل إلى أورشليم للمحاربة. فحاصروا آحاز ولم يقدروا أن يغلبوه ... وأرسل آحاز رسلا إلى تغلات فلاصر ملك آشور قائلا: أنا عبدك وابنك، اصعد وخلصني من يد ملك آرام ومن يد ملك إسرائيل القائمين علي. فأخذ آحاز الفضة والذهب الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك وأرسلها إلى ملك آشور هدية. فسمع له ملك آشور وصعد إلى دمشق وأخذها وسباها إلى قير، وقتل رصين. وسار الملك آحاز للقاء تغلات فلاصر ملك آشور إلى دمشق» (الملوك الثاني، 16: 1-10).
ناپیژندل شوی مخ