ارام دمشق او اسرائیل: په تاریخ او توراتي تاریخ کې
آرام دمشق وإسرائيل: في التاريخ والتاريخ التوراتي
ژانرونه
خريطة أورشليم القرن العاشر، ويظهر عليها التوسعات المعزوة إلى سليمان.
ومن ناحية أخرى، فإن مسحا أركيولوجيا عاما لجميع مناطق الهضاب المركزية ومرتفعات يهوذا (وهي المناطق التي يتفق الباحثون جميعهم اليوم على أنها الأمكنة التقليدية التي تشكلت فيها إسرائيل بالمفهوم التوراتي) قد جرى خلال سبعينيات القرن، وطال كل كيلومتر مربع تقريبا فيها. وقد استخدم المنقبون الأسلوب الجديد الذي يعتمد على شبكة من المعلومات المتقاطعة، التي تقدمها العلوم المساعدة لعلم الآثار، مثل الأنثروبولوجيا والسيسيولوجيا وعلم النباتات وعلم البيئة الطبيعية وغيرها، وذلك وفق مفهوم حديث يدعى بمفهوم الأنظمة المتعاونة (Interdisciplinary Perspective) . وتظهر نتائج هذا المسح أن منطقة يهوذا كانت خالية من السكان تقريبا خلال عصر البرونز الأخير، فيما بين مدينة أورشليم في شمال يهوذا ومدينة حبرون في جنوبها، عدا موقعين صغيرين، هما خربة رابوض وبيت زور، وذلك بسبب الجفاف الذي عم المنطقة وبلغ ذروته حوالي عام 1200ق.م. أما في عصر الحديد الأول (1200-1000ق.م.)، فقد ظهر إلى جانب خربة رابوض وبيت زور عدد قليل من القرى الصغيرة قرب مصادر المياه على الأطراف الشرقية لبادية يهوذا. وتظهر المخلفات المادية لهذه القرى، مثل الفخاريات وغيرها، استمرارا ثقافيا لعصر البرونز الأخير وعصر الحديد الأول. ومع التقدم في عصر الحديد الثاني (1000-600ق.م.) وخصوصا في جزئه الأخير، يتزايد عدد المواقع الجديدة بشكل كبير، وتظهر في كل مكان تقريبا من منطقة يهوذا. إلا أن هذا التوسع في المواقع الجديدة لعصر الحديد الثاني لم يأت نتيجة لاقتلاع السكان السابقين واستبدال سكان جدد بهم؛ لأن المخلفات المادية للحديد الثاني بكامله تظهر انتماء كاملا للثقافة المحلية في الحديد الأول وفي البرونز الأخير.
18
وتبدي منطقة الهضاب المركزية نمطا في إعادة الاستيطان مشابها لما رأيناه في مرتفعات يهوذا، ولكن مع فارق زمني كبير.
19
فقد كانت المنطقة خالية أيضا من السكان تقريبا خلال عصر البرونز الأخير ومطلع عصر الحديد، ثم ابتدأت إعادة الاستيطان مع بدايات عصر الحديد الأول (1200-1000ق.م.) واستمرت بإيقاع متزايد حتى نهايته، وذلك بتأثير عودة المناخ المطري إلى المنطقة، إلا أن هذه العملية لم تصل ذروتها إلا في سياق عصر الحديد الثاني ومع مطلع القرن التاسع تقريبا. وترافق ذلك مع تمركز السلطة السياسية في مدينة السامرة، التي تحولت إلى عاصمة لدولة إقليمية كبيرة في فلسطين. وهذه الحقائق الأركيولوجية فيما يتعلق بمنطقتي إسرائيل ويهوذا تقودنا إلى النتائج التالية: (1)
لقد سبقت عملية استيطان الهضاب المركزية عميلة استيطان مرتفعات يهوذا بنحو قرنين من الزمان. كما سبق قيام الدولة في الشمال قيامها في الجنوب بالمدة نفسها تقريبا. (2)
إن القاعدة السكانية والاقتصادية لقيام مملكة في الهضاب المركزية لم تتوفر قبل استهلال القرن التاسع وبناء مدينة السامرة. (3)
إن القاعدة السكانية والاقتصادية لقيام مملكة في مرتفعات يهوذا بقيادة أورشليم لم تتوفر قبل أواخر القرن الثامن قبل الميلاد. (4)
وهذا يعني أن منطقة إسرائيل قد تحولت إلى دولة إقليمية قوية قبل قرنين تقريبا من توفر الشروط الملائمة لقيام مملكة إقليمية قوية في منطقة يهوذا، ولا يوجد قاعدة مشتركة جمعت بين المنطقتين فيما يدعى المملكة الموحدة لكل إسرائيل خلال القرن العاشر قبل الميلاد.
ناپیژندل شوی مخ