آراء فلسفيه په دوران کرایسس کې
آراء فلسفية في أزمة العصر
ژانرونه
إن تقدير ما لدى كل فرد من الأفراد من إمكانيات يؤدي إلى التخفيف من قسوة الإنسان على الإنسان، وبخاصة حينما تكون القسوة نتيجة للتعامي عن حاجات الآخرين أو الجهل بها. والمجتمع الذي يقوم على أسس ديمقراطية لا يقسو إلا حيثما يفشل في العيش طبقا لمثله. أما المجتمع الذي يخضع للحكم الدكتاتوري فهو في كل الظروف لا يحس الحاجات الشخصية لأعضاء الطبقة المنبوذة التي يقع عليها سخط الحاكم، بل ولا يحس حاجات أكثرية الشعب المبعدين عن مناقشة السياسة العامة وتشكيلها. وليست هناك وسيلة لتحديد هذه الحاجات الشخصية - في أحسن الظروف - سوى تفسير الحاكم المستبد وخبرائه الذين يعملون باعتقاد جازم بأنهم يعرفون مصالح شعبهم أكثر مما يعرفها أفراد الشعب نفسه. أما في أسوأ الظروف فالدكتاتور لا يزعم أنه يعبر عن رعاياه فحسب، بل إنه يحس أيضا ويفكر - بطريقة غامضة - نيابة عنهم. وأعتقد أن الديمقراطية في العالم الغربي في القرنين التاسع عشر والعشرين، بالرغم من قصورها الشديد الذي عانت منه - وهو قصور من وجهة نظر مثلها العليا - أعتقد اعتقادا جازما وبالدليل القاطع أن الحياة الاجتماعية إجمالا في ظل هذه الديمقراطية - وقد تأثرت هذه الحياة بالسياسة - قد ظهر فيها من القسوة أقل مما ظهر في الحياة الاجتماعية في أية فترة تاريخية أخرى. (6)
إن معقولية النتائج، حينما تختلف وجهات النظر والمصالح، تتوقف على درجة التشاور المتبادل والاتصال الفكري الحر بين من بيدهم الأمر من أفراد. والطريقة الديمقراطية في الحياة تجعل بالإمكان قيام أشكال مختلفة من تبادل المشورة والاتصال على أوسع نطاق ممكن.
5 (1-4) الوظيفة الخلقية للذكاء
إذا كان الخير يعرف من حيث علاقته بالحاجات البشرية أو المصالح البشرية (أو من حيث الإيثار، أو الرغبة، أو الاطمئنان) - أو، بعبارة أخرى، إذا كنا نتصور أن طبيعة الأخلاق لها أية علاقة بالطبيعة البشرية - إذا كان ذلك كذلك، فإن كل حكم عن الخير والأفضل - في أي موقف من المواقف - له معنى وصفي، ويمكن تقديره من حيث المبدأ بالإشارة إلى الحاجات أو المصالح المتعلقة به. وطبيعة الطبيعة البشرية - وبالأخص وجود مصالح مشتركة في خبرة مشتركة، أو إمكان وجود مثل هذه المصالح المشتركة - تكون في كل موقف من المواقف ذات علاقة ملموسة. وإن ما يزعم جون ديوي من وجود «اتفاق نفساني في الطبائع البشرية، فيما يتعلق ب «الحاجات» الأساسية ... وفي بعض الظروف التي لا بد من مقابلتها لكي يتحتم الإبقاء على أية صورة من صور الاجتماع البشري ...» أمر خاضع للتجربة، معرفته عسيرة وإن لم تشق على الفحص والدراسة . وما دمنا نعلم أن الناس لا يدرون دائما أين تكون مصلحتهم، وأن مصلحتهم (أو نظرتهم) كثيرا ما تتغير في ضوء معرفتهم بأسبابها ونتائجها. وما دام الذكاء كذلك طبيعيا عند الإنسان، فإنا في مواطن الصراع نستخدم الطريقة العقلية للبت في أوجه الخلاف، وذلك ببحثنا عن مصلحة أشمل تمكننا إما من العيش مع ما بيننا من فوارق، وإما من الحد منها، وإما التجاوز عنها؛ وبذلك نحول نزاعنا على القيم إلى خلافات بشأنها يمكن التوفيق بينها. وهذه هي الوظيفة الخلقية البناءة للذكاء، ولكي يكون لها أثر يجب أن نتخذ لها صورة من صور النظم العامة - في التربية، والاقتصاد، والسياسة.
إن كل من ينظر إلى التاريخ نظرة هادئة لا يمكن أن يميل إلى القول بأن كل ما بين أفراد البشر من خلاف يجب أن يستسلم للاتفاق بتأثير العقل، أو أنا يمكن أن نكون على يقين من أن الناس بينهم من أوجه الشبه ما يمكنهم من خلق الوسائل التي تجعلهم أشد اتفاقا ، أو على قدر من التشابه يمكنهم من الاتفاق على قدر من التسامح في الخلاف. إن العزوف عن استخدام الذكاء حيث يمكن استخدامه لا يتناقض مع القول بأنه لو استخدم لأمكن - بل لتحتم أحيانا - الكشف عن بعض المصالح المشتركة المعينة.
ومن المهم - على أية حال - أن نشير إلى أنه من السهل أن نبالغ في الفوارق بين الناس التي لا يمكن التوفيق بينها، وأن نحول - بالحكم النظري - المناسبات التي يقع فيها الخلاف إلى خلافات نهائية في النظر إلى القيم لا يمكن أن يوجد لها حل، فإن أكثر ما بين الناس من فوارق يتعلق بالأهداف الموقوتة التي يركزون فيها اتجاههم، سواء أكانت هذه الأهداف بعيدة أم قريبة، ولا تتعلق بالقيم البعيدة التي يؤمنون بها جميعا، والتي يقر أكثر الناس في الثقافة الغربية - على الأقل - باتفاقهم بشأنها، إلى الحد الذي يجعل فرانكو يتحدث عن «أخوة البشر تحت رعاية الله»، ويجعل استالين يتحدث عن «الحرية ...»
إن وجود الذكاء عند الإنسان أمر واقع في طبيعته بمقدار ما هو كذلك من حيث الحاجات والرغبات التي يسعى إلى إشباعها. وما دام إشباع هذه الحاجات بدرجة ناجحة يتوقف على معرفة جميع أنواع الظروف والنتائج، فليست هناك إذن مشكلة قائمة بشأن تبرير استخدام الذكاء بقدر ما عند كل فرد منه؛ فاهتمامه باستخدام الذكاء أمر له فيه مصلحة طبيعية؛ لأن ازدهار جميع المصالح الأخرى يتوقف عليه.
وإذا تدبرنا الطبيعة الاجتماعية للذات البشرية، ونجاح الطرق التجريبية في العلوم الطبيعية، وما يكلفنا إياه غيرها من الطرق التي تتبع في بحث شئون الناس دون جدوى، سرنا شوطا بعيدا في تسويغ استخدام الذكاء في فض ما بين المجموعات والطبقات من «نزاع».
6 (1-5) معنى التحرير في الوقت الحاضر
إن ما يجعل تحليل معنى التحرير أكثر من أن يكون تدريبا علميا هو ما تتحدانا به الحركة الشيوعية، التي تستثير الحريات التي تسود في المجتمع المتحرر لكي تقضي عليها. وقد تقدمت اقتراحات كثيرة لحل هذه المشكلة، وكل هذه المقترحات لا بد لها من أن تواجه هذا السؤال: هل تطبق أو تراعي مبادئ التحرر ذاتها بغير تناقض عن التوصية بالوسائل التي تتبع للقضاء على الشيوعية؟
ناپیژندل شوی مخ