إن جاذبية الخطر لفي قرارة كل هوى شديد، لا لذة عظيمة بلا دوار، والنعيم الممزوج بالخوف يسكر، وهل أخوف من القمار؟ إنه يعطي ويسلب، وليست دواعيه دواعينا، ولا يعنيه ما يعنينا، هو أبكم أعمى أصم، هو القادر على كل شيء، هو رب من الأرباب.
هو إله له عابدون، وله أولياؤه الذين يحبونه من أجل ذاته لا من أجل وعده ونواله؛ يعبدونه وإن ضربهم، وإذا أفقرهم دون شفقة نسبوا الذنب إلى أنفسهم لا إليه، وقالوا: إنا لعبنا خطأ.
يتهمون أنفسهم، ولكن لا يكفرون. ***
يقدر المرء، بل يجب عليه أن يقول كل شيء إذا علم كيف يقول كل شيء، وإن في سماع اعتراف صادق الصدق كله لذة لا توصف، ولكننا لم نسمع منذ وجد الناس اعترافا كهذا، لم يقل واحد منهم كل شيء، لا ذلك الغيور القديس أوغسطينوس الذي لم يكن أكبر همه إظهار نفسه عارية كما هي، بل إفحام الزنادقة، ولا هذا المسكين روسو العظيم الذي كان جنونه يدفعه إلى الافتراء على نفسه كذبا. ***
وجد التعصب في كل عصر، ما من دين إلا كان له شيعته المتعصبون، وبنا جميعا ميل إلى العبادة، كل شيء فيما نحبه يبدو لنا حسنا، ويسوءنا لو يدلنا دال على نقيصة في أوثاننا، إن الناس ليجدون مشقة كبرى في إحلال قليل من النقد والتمحيص في أصول عقائدهم ومصدر إيمانهم، ولو كانوا يكثرون النظر في المبادئ لما آمنوا بشيء. ***
ليست الكرة الأرضية إلا حبة رمل في بادية العوالم اللامتناهية، ولكن إذا لم يوجد الألم إلا في هذه الكرة، فهي إذن أعظم من الكون بأسره، وهي إذن كل شيء، وليس ما بقي شيئا؛ إذ لن يوجد فيما عداها فضيلة ولا نبوغ، وهل النبوغ إلا فن لرقية الألم؟
ناپیژندل شوی مخ