Ar-Raheeq Al-Makhtum
الرحيق المختوم
خپرندوی
دار الهلال
د ایډیشن شمېره
الأولى
د خپرونکي ځای
بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)
ژانرونه
نلف على أرجلنا الخرق، فسميت ذات الرقاع، لما كنا نعصب الخرق على أرجلنا «١» .
وفيه عن جابر: كنا مع النبي ﷺ بذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي ﷺ فنزل رسول الله ﷺ وتفرق الناس في العضاة، يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله ﷺ تحت شجرة فعلق بها سيفه. قال جابر: فنمنا نومة، فجاء رجل من المشركين، فاخترط سيف رسول الله ﷺ فقال: أتخافني؟ قال: «لا. قال: فمن يمنعك مني؟ قال: الله. قال جابر: فإذا رسول الله ﷺ يدعونا، فجئنا فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله ﷺ «إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله. فها هو ذا جالس» . ثم لم يعاتبه رسول الله ﷺ.
وفي رواية: وأقيمت الصلاة فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الآخرى ركعتين، وكان للنبي ﷺ أربع، وللقوم ركعتان «٢» .
وفي رواية أبي عوانة: فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله ﷺ فقال: «من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ. قال: تشهد ألاإله إلا الله وأني رسول الله؟» قال الأعرابي: أعاهدك ألاأقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، قال: فخلى سبيله. فجاء إلى قومه، فقال جئتكم من عند خير الناس «٣» .
وفي رواية البخاري قال مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحارث «٤» قال ابن حجر: ووقع عند الواقدي في سبب هذه القصة أن اسم الأعرابي دعثور، وأنه أسلم. لكن ظاهر كلامه أنهما قصتان في غزوتين والله أعلم «٥» .
وفي مرجعهم من هذه الغزوة سبوا امرأة من المشركين، فنذر زوجها ألايرجع حتى يهريق دما في أصحاب محمد ﷺ فجاء ليلا، وقد أرصد رسول الله ﷺ رجلين ربيئة «٦» للمسلمين من العدو، وهما عباد بن بشر وعمار بن ياسر، فضرب عبادا وهو قائم يصلي
(١) صحيح البخاري باب غزوة ذات الرقاع ٢/ ٥٩٢، وصحيح مسلم باب غزوة ذات الرقاع ٢/ ١١٨.
(٢) صحيح البخاري ١/ ٤٠٧، ٤٠٨، ٢/ ٥٩٣.
(٣) مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي ص ٢٦٤، وانظر فتح الباري ٧/ ٤١٦.
(٤) صحيح البخاري ٢/ ٥٩٣.
(٥) فتح الباري ٧/ ٤٢٨.
(٦) ربيئة: أي مراقب وراصد.
1 / 349