243

Ar-Raheeq Al-Makhtum

الرحيق المختوم

خپرندوی

دار الهلال

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

ژانرونه

وكان سهل بن حنيف أحد الرماة الأبطال، بايع رسول الله ﷺ على الموت، ثم قام بدور فعال في ذود المشركين.
وكان رسول الله ﷺ يباشر الرماية بنفسه، فعن قتادة بن النعمان أن رسول الله ﷺ رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها «١»، فأخذها قتادة بن النعمان، فكانت عنده، وأصيبت يومئذ عينه حتى وقعت على وجنته، فردها رسول الله ﷺ بيده، فكانت أحسن عينيه وأحدّهما.
وقاتل عبد الرحمن بن عوف حتى أصيب فوه يومئذ فهتم، وجرح عشرين جراحة أو أكثر، أصابه بعضها في رجله فعرج.
وامتص مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من وجنته ﷺ حتى أنقاه.
فقال: مجه. فقال: والله لا أمجه أبدا. ثم أدبر يقاتل، فقال النبيّ ﷺ: «من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا» فقتل شهيدا.
وقاتلت أم عمارة، فاعترضت لابن قمئة في أناس من المسلمين، فضربها ابن قمئة على عاتقها ضربة تركت جرحا أجوف، وضربت هي ابن قمئة عدة ضربات بسيفها، لكن كانت عليه درعان فنجا، وبقيت أم عمارة تقاتل حتى أصابها اثنا عشر جرحا.
وقاتل مصعب بن عمير بضراوة بالغة، يدافع عن النبيّ ﷺ هجوم ابن قمئة وأصحابه، وكان اللواء بيده، فضربوه على يده اليمنى حتى قطعت، فأخذ اللواء بيده اليسرى، وصمد في وجوه الكفار حتى قطعت يده اليسرى، ثم برك عليه بصدره وعنقه حتى قتل، وكان الذي قتله هو ابن قمئة، وهو يظنه رسول الله- لشبهه به- فانصرف ابن قمئة إلى المشركين، وصاح: إن محمدا قد قتل «٢» .
إشاعة مقتل النبيّ ﷺ وأثره على المعركة
ولم يمض على هذا الصياح دقائق، حتى شاع خبر مقتل النبيّ ﷺ في المشركين والمسلمين، وهذا هو الظرف الدقيق الذي خارت فيه عزائم كثير من الصحابة المطوقين، الذين لم يكونوا مع رسول الله ﷺ، وانهارت معنوياتهم، حتى وقع داخل صفوفهم ارتباك شديد، وعمتها الفوضى والإضطراب، إلا أن هذه الصيحة خففت بعض التخفيف من

(١) سيتها: ما عطف من طرفيها.
(٢) انظر ابن هشام ٢/ ٧٣، ٨٠، ٨١، ٨٢، ٨٣، وزاد المعاد ٢/ ٩٧.

1 / 247