208

Ar-Raheeq Al-Makhtum

الرحيق المختوم

خپرندوی

دار الهلال

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

ژانرونه

وقد لعب المسلمون دورا هاما للقضاء على هذه الأخطار، تظهر فيه عبقرية قيادة النبي ﷺ وما كان عليه من غاية التيقظ حول هذه الأخطار وما كان من حسن التخطيط للقضاء عليها، ونذكر في السطور الآتية صورة مصغرة منها. غزوة بني سليم بالكدر أول ما نقلت إستخبارات المدينة إلى النبي ﷺ بعد بدر أن بني سليم من قبائل غطفان تحشد قواتها للغزو على المدينة فباغت النبي ﷺ في مائتي راكب هذه القبائل المحتشدة في عقر دارها، وبلغ إلى منازلهم في موضع يقال له الكدر «١» . ففر بنو سليم وتركوا في الوادي خمسمائة بعير إستولى عليها جيش المدينة، وقسمها رسول الله ﷺ بعد إخراج الخمس فأصاب كل رجل بعيرين، وأصاب غلاما يقال له: «يسار» فأعتقه. وأقام النبي ﷺ في ديارهم ثلاثة أيام، ثم رجع إلى المدينة. وكانت هذه الغزوة في شوال سنة ٢ هـ بعد الرجوع من بدر بسبعة أيام، واستخلف في هذه الغزوة على المدينة سباع بن عرفطة. وقيل: ابن أم مكتوم «٢» . مؤامرة لاغتيال النبي ﷺ كان من أثر هزيمة المشركين في وقعة بدر أن استشاطوا غضبا، وجعلت مكة تغلي كالمرجل ضد النبي ﷺ، حتى تامر بطلان من أبطالها أن يقضوا على مبدأ هذا الخلاف والشقاق، ومثار هذا الذل والهوان في زعمهم، وهو النبي ﷺ. جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية في الحجر بعد وقعة بدر بيسير- وكان عمير من شياطين قريش، ممن كان يؤذي النبي ﷺ وأصحابه وهم بمكة- وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر، فذكر أصحاب القليب ومصابهم، فقال صفوان والله إن في العيش بعدهم خير. قال له عمير: صدقت والله، أما والله لولا دين عليّ ليس له عندي قضاء، وعيال

(١) الكدر، بالضم فالسكون: طير في لونها كدرة، وهو ماء من مياه بني سليم يقع في نجد على الطريق التجارية الشرقية الحيوية بين مكة والشام. (٢) زاد المعاد ٢/ ٩٠، ابن هشام ٢/ ٤٣، ٤٤، مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي ص ٢٣٦.

1 / 212